رحم الله قبراً بالتراب سواء .. للبغدادي الحمادي
فأبدأ بحمدالله غفاراً لخطائي
هو الرب هو الرحمن هو رجائي
وأثني بالصلاة على محمدٍ
أناشدك يا حبيب الله في دعائي
قم يارسول الله الحق وانظر أمةً
تركتها على المحجة البيضاء
كيف بنوا فوق القبور نواصباً
زينوها ذهباً وفضةً بطلاء
أنت الذي قلت الحقيقة معلناً
رحم الله قبراً بالتراب سواء
جعلوا القبور وسائط يرجون بها
نصراً من البارى الجليل عطاء
وانظر إلى الزوار كيف سعوا إليها
يرجون منها حاجة وشفاء
قد قربوا القربان تحت ظلالها
لينالوا منها محبة ورضاء
نفقوا أموالاً في غير حقه
ما يملكون تبرعاً وسخاء
أمر مناف للمبادئ كلها
كتب السماء وشرائع السمحاء
يا أمة الإسلام جدوا واطلبوا
الحاجات من رب العرش والسماء
وحدوا الله وادعوه وحده
لاتسألوا الموتى بلوغ رجاء
لاتسمع الموتى لقولكم ودعائكم
فقدوا الحواس ولايفيدكم النداء
لايقبل الموتى دعاء وساطة
لاحاجة بين الرب وعبده للوسطاء
هو عالم السر الضمير إذا جرى
طي الصدور جهره وخفاء
أئمة الإسلام هذا فاعلموا
واخشوا عواقب فتنة وبلاء
صدوا بأمر الله كل مخرب
قد قام باسم الدين فعل غباء
ندعوا إله العرش يحفظ ديننا
ويزيل عنه عوامل الفوضاء
لشاعر بني حماد حمد بن الملا محمود البغدادي
المصدر: صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس لعبدالرزاق محمد صديق - طبعة المعارف بالشارقة 1998م