كـورونـا» يعــود بذكـريات عرب الساحل إلى أيــام الجــدري
http://c.top4top.io/p_1594jg8gj1.jpg
صفحات من تاريخ عرب الساحل
«كـورونـا» يعــود بذكـريات عرب الساحل إلى أيــام الجــدري و في معاناة الآباء والأجداد مع انتشار الأوبئة والأمراض المعدية آنذاك، وكيف كان الوباء ينزل بالمدينة أو القرية فيفتك بربع أو نصف سكانها، لا سيما الأطفال الذين كثيراً ما تنتشر بينهم الأمراض المعدية كالجدري والسل حيث تذكر الروايات الشفهية وبعض المنقولات أن الوباء يسري بالعائلة الواحدة فيكاد يفنيها واحداً تلو الآخر، نرجع بالذاكرة الى عام 1361 هجري حتى عام 1365 هجري حيث شهدت مناطق عرب الساحل أحداث مميته .!
قبل هذا التاریخ کان عرب الساحل آمنون في بیوتهم عندهم قوت یومهم معافون في أبدانهم، والحیاة تمضي بهم مع حلوها ومّرها. لكن فی یوم من الأیّام استیقظ الأهالي علی مرض خطیر وداء حدیث ، لم یسمعوا به ولم یکن مألوفاً من قبل ، اسمه ( الجدری ). مرض یأخذ الصغیر والکبیر فی زمن لم یوجد دواء ولا طبیب یداوي ، توفي الكثير من عرب الساحل وهاجر معظم الأهالي فراراً من هذا المرض.
يقول صالح عبدالله من قرية نخل جمال : عجزنا من حفر القبور بسبب كثرة الأموات.
ما انکشفت وهدأت عاصفة الجدري حتی ظهرت نکبة ثانیة ومرض آخر وهو الجوع والقحط ولیس أقلّ خطراً من سابقتها حیث وصل الحال إلى حدّ وغایةٍ لم یجد الإنسان قوت یومه.
یقول حسین إبراهیم ملا حسین -وهو أيضاً من الذین عایشوا هذه الفترة قال: وصل الحال إلى غایة لم یجد الإنسان قوت یومه ولا یملك الإنسان من ملبوس إلا ما یستر عورته . کان الناس یفتشون عن حبوب السّوّاد وحمال التولة ( یجفف ویطحن ویجعل منه خبزاً) أضاف قائلاً : من أجل لقمة العیش هاجرنا إلى قریة (مرباخ) ومکثنا فیها شهوراً نجمع ما تبقّی من سنابل الشعیر بعد حصاده ونصنع منه رغیفاً من الخبز لعله یسدّ رمق الجائع ؛ وفی هذه السنة ماتت والدتي بالجدري وبسبب القحط وقلّة الزاد لم نجد کفنا نکفنها به ، فکفناها بخرقة قد مرّت علیها الأیام والسنون .
المصدر : موقع عرب الساحل الرسمي
www.arabalsahel.com
الباحث: محمد عبدالله الابنودي
( الصورة: بندر لنجة / عبدالرحمن القاسمي مع ابنه عدنان )
🌐 نشرة علوم الدار 👇
http://cutt.us/377L5