أفكار محتار ... الخليج العربي عربي بجدارة لعبدالرحمن السويدي
أفكار محتار ... الخليج العربي عربي بجدارة
http://www.raya.com/File/GetImageCus...3eabb9/150/200
بقلم : عبدالرحمن السويدي
تعريف: يبلغ المجموع العام لطول ساحل الخليج العربي نحو 3300 كم بما في ذلك ساحل فارس العربي الذي يبلغ حوالي 1100 كم حيث استوطن العرب ضفتيه منذ القدم وهم سكانه الأصليون إلى أن خضع لإدارة مملكة إيران التي تأسست في سنة 1935 على يد شاهنشاه إيران في ذلك الوقت والتي منحته في بادئ الأمر حق الحكم الذاتي إلى أن تمت السيطرة عليه بالكامل ومن بعده الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
من أهم المناطق التي يتكون منها ساحل فارس هو إقليم الأحواز "مفردها حوزة " والذي كان يحكمه الشيخ خزعل العلي (يقصد خزعل الكعبي) إذ غُير اسمه بعد السيطرة عليه إلى إقليم عرب ستان الذي يعني بالفارسية "أرض العرب" ثم استدرك الفرس هذا الخطأ ليعاد تسميته مرة أخرى الى خوزستان بهدف طمس هويته العربية كحال بقية الأقاليم والمدن والجزر الساحلية العربيه التي تحمل جميعاً أسماء عربية أصيلة منها على سبيل المثال إقليم بوشهر الواقع في الشمال الشرقي من الخليج العربي وعَسَلوه وبندر كنعان (يقصد كنكون) وكذلك شرق الخليج العربي كجزيرة قيس وبندر لنجة وبندر عباس وجزيرة هرمز التي حكمها القحطانيون منذ آلاف السنين والتي سمّي المضيق على اسمها وغيرها الكثير.
حقائق عن عروبة الخليج العربي: بدأ الباحثون الغربيون في الوقت الراهن يتخلون عن التسمية الفارسية للخليج العربي بناء على حقائق ثابتة لمؤرخين موثوق بهم ومنهم على سبيل المثال المؤرخ الإنجليزي رودريك أوين الذي زار الخليج العربي وأصدر عنه كتاباً سنة 1957 بعنوان " الفقاعة الذهبية - وثائق الخليج العربي " وقد روى فيه أنه زار الخليج العربي وكان يعتقد بأنه خليج فارسي لأنه لم ير على الخرائط الجغرافية سوى هذا الاسم ولكنه ما كاد يتعرف إليه عن كثب حتى أيقن أن من الأصح تسميته " بالخليج العربي " لأن أكثر سكان سواحله من العرب وقال " إن الحقائق والإنصاف يقتضيان تسميته بالخليج العربي " ، وكذلك أكد الكاتب الفرنسي جان جاك بيربي ( Jean Jacques Berreby) عروبة الخليج في كتابه الذي تناول فيه أحداث المنطقة وأهميتها الإستراتيجية حيث قال" يؤلّف القسم الذي تغسله مياه نهر كارون من إقليم الأحواز مع القسم الأسفل من بلاد ما بين النهرين وحدة جغرافية واقتصادية... إن إقليم الأحواز هو طرف الهلال الخصيب الذي يبدأ عند السهول الفلسطينية وينتهي عندها ماراً بلبنان وسوريا والعراق " ، كما أطلق تسمية الخليج العربي المؤرخ الروماني بليني ( Pliny the Younger ) في القرن الأول للميلاد فقال " خاراكس أو المحمرة هي مدينة تقع في الطرف الأقصى من الخليج العربي "... إلخ .
يقول المؤرخ الألماني كارستن نيبور، الذي عمل لصالح الدنمارك وجاب الجزيرة العربية عام 1762 " لكنني لا أستطيع أن أمر بصمت مماثل ، فالمستعمرات الأكثر أهمية التي رغم كونها منشأة خارج حدود الجزيرة العربية هي أقرب إليها. أعني العرب القاطنين على الساحل الجنوبي من بلاد الفرس المتحالفين مع شيوخ العرب المجاورين والخاضعين لهم . كما تتفق الظروف لتدل على أن هذه القبائل العربية استقرت في تلك المنطقة قبل فتوحات الخلفاء وقد حافظت دوماً على استقلالها، ومن المضحك أن يصور جغرافيونا جزءاً من بلاد العرب كأنه خاضع لحكم ملوك الفرس، في حين أن الفرس لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياداً للساحل لكنهم تحملوا صابرين على مضض أن يبقى هذا الساحل ملكاً للعرب " ، ولقد روى الكاتب الفرنسي ( ميشال فوشيه Michel Foucher ) في كتابه ( تخوم وحدود Fronts et Frontieres) أن " الخليج الذي سمي بالخليج الفارسي بسبب النفوذ القوي لإيران وجد دعماً من الإستراتيجية الأمريكية لدعم الشاه وجيشه لتحقيق الأمن الإقليمي في حماية النفط " ، كما كتب جون بيير فينون أستاذ المعهد الوطني الفرنسي في اللغات والحضارات الشرقية في يناير 1990 دراسة في مجلة اللوموند الفرنسية حول الخليج تؤكد تسميته بالخليج العربي، فثارت السفارة الإيرانية وقامت بالاحتجاج وكتبت رداً على بيير ، فرد عليهم رداً مدعماً بالحقائق العلمية وقدم خريطة لوكانور التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن السادس عشر والتي تحمل التسمية اللاتينية سينوس أرابيكوس أي " البحر العربي " وقال " لقد عثرت على أكثر من وثيقة وخريطة في المكتبة الوطنية في باريس تثبت بصورة قاطعة تسمية الخليج العربي وجميعها تعارض وجهة النظر الإيرانية " ، كما أكّد الكاتب وجهة نظره فيما تضمنته خريطة جوهين سبيد التي نشرت عام 1956 تحت اسم الإمبراطورية التركية حيث ورد في الخريطة تسمية " بحر القطيف ثم الخليج العربي " ، وقد دحض جون بيير (Jean-Pierre) مزاعم الإيرانيين وأكد أن التسمية بالخليج الفارسي الشائعة حديثاً بين الجغرافيين الأوربيين جاءت نتيجة توجه ابتدعته الدول الاستعمارية.
إن اسم الخليج العربي تاريخي وقديم ، فبالإضافة إلى هذا الاسم فقد سماه العرب بأسماء كثيرة منها على سبيل المثال " خليج البصرة أو خليج عمان أو خليج البحرين أو خليج القطيف " لأن هذه المدن الثلاث كانت تُتخذه منطلقاً للسفن التي تمخر عبابه وتسيطر على مياهه ، ويعود اسم " بحر البصرة " إلى فترة الفتح الإسلامي في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ، كما أن الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن تسمية الخليج العربي بالفارسي لا تمت للواقع بشيء إذ إنه عربي منذ عصور ما قبل التاريخ، وإن سيطرة إيران عليه في فترات محدودة لا يُعد دليلاً على أنه فارسي فضلاً عن ذلك فإن العرب يسكنون جانبي الخليج العربي منذ القدم بما فيه الساحل الشرقي الذي تحتله إيران وهم يشكلون السكان الأصليين لجميع الجزر في الخليج العربي قبل ظهور النفط وبالتالي فمن الأولى تسميته وفق الشعوب التي تسكن جزره وسواحله فكيف للخليج أن يكون فارسياً وكل ما يحيط به أرض عربية ومن لحمة جزيرة العرب وسكانه عرب خُلص وهم يتعشقون الحرية إلى درجة قصوى شأن إخوانهم في البادية على الرغم من سياسة التهجير والتفريس التي تتبعها إيران لمسخ هويتهم القومية والسيطرة على ثرواتهم.
جريدة الراية القطرية 27/10/2012م
http://www.raya.com/writers/pages/d0...9-574f2c69fde8
ايميل عبدالرحمن السويدي لمن يحب مراسلته وتعريفه بالمنتدى وما يحتوي عليه من معلومات عن القبائل منها قبيلته السودان
amsuwaid@qatar.net.qa