اصل كلمة الرمسة ( الرمس )
اصل كلمة الرمسه
http://www7.0zz0.com/2015/09/27/16/150820413.jpg
توجد في الساحل الشرقي للخليج العربي منطقة باسم "الرمس" وعند سؤال جدتي رحمها الله عن سبب التسمية ، أجابت بأنها سُميت بهذا الاسم لأن أهل القرية في أيام المقيض يُقَيِّضون هناك ويرمسون في الليل لذلك سميت "الرمس" نسبةً لرمسة الأهالي في الليل هناك .
الغريب في الأمر أن نحن (عرب الساحل) لا نستخدم كلمة "رمسة" بل نقول "حجي أو كلام" لكن نستخدم كلمة "رمسة" للسوالف في أوقات معينة من الليل !
الرمسة عندنا السوالف الطيبة في آخر الليل وليس في أي وقت! حيث أن السوالف في النهار أو الصبح أو العصر أو المغرب لا تعتبر "رمسة" بل سوالف عادية وكلام! لكن السوالف الطيبة والفضفضة آخر الليل تعتبر "رمسة" .
لذلك ولمعرفة علاقة "الرمسة" بـ "الليل" بحثت في معجم اللغات عن أصل الكلمة فوجدت كلمة "الروامس" تعني الطير الذي يطير بالليل أو الدابة تخرج في الليل.!
إليكم معنى الكلمة في المعاجم اللغوية
فقد جاء من معاني (الرَّمْسُ) في لسان العرب:
الرَّمْسُ: الصوت الخَفِيُّ.
ورَمَسَ الشيءَ يَرْمُسُه رَمْساً: طَمَسَ أَثَرَه.
ورَمَسه يَرْمُسُه ويَرْمِسُه رَمْساً، فهو مَرْموس ورَمِيسٌ: دفنه وسَوًى عليه الأَرضَ.
وكلُّ ما هِيلَ عليه التراب، فقد رُمِسَ؛ وكلُّ شيءٍ نُثِرَ عليه الترابُ، فهو مَرْمُوس؛ قال لقِيطُ بنُ زُرارَةَ:يا ليتَ شِعْري اليومَ دَخْتَنُوسُ، إِذا أَتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ ... وقال ابن شُمَيْل: الرَّوامِسُ الطير الذي يطير بالليل، قال: وكل دابة تخرج بالليل، فهي رَامِسٌ تَرْمُس: تَدْفِنُ الآثارَ كما يُرْمَسُ الميت، قال؛ إِذا كان القبر مُدَرَّماً مع الأَرض، فهو رَمْس، أَي مستوياً مع وجه الأَرض، وإِذا رفع القبر في السماء عن وجه الأَرض لا يقال له رَمْسٌ.
وفي حديث ابن مغَفَّل: ارْمُسُوا قبري رَمْساً أَي سَوُّوه بالأَرض ولا تجعلوه مُسَنَّماً مرتفعاً.
وأَصلُ الرَّمْسِ: الستر والتغطية.
وفي القاموس المحيط جاء:
الرَّمْسُ: كِتْمانُ الخَبَرِ، والدَّفْنُ، والقَبْرُ، كالمَرْمَسِ والرامُوسِ
ج: أرماسٌ ورُموسٌ، وتُرابُهُ، والرَّمْيُ، والرَّوامِسُ: الرِّياحُ الدَّوافِنُ للآثارِ، كالرامِساتِ، والطيرُ الذي يَطيرُ بالليل، أو كلُّ دابَّةٍ تَخْرُجُ بالليلِ.
•الخلاصة: المعنى الإجمالي لمفردة الرمس أو مصدر (ر م س) يشير إلى ما هو خَفِي مستور مع إشارات لليل.
لذلك يبدو أن كلمة "رمسة" مرتبطة بزمان معين (آخر الليل) ومرحلة لغوية معينة (يكون كلاماً خفياً وكتوماً وخفيفاً) فلا يصح أن نطلق "الرمسة" على الكلام العادي!! بل الصحيح أن ذلك مجرد كلام.
وللتعمق في هذا البحث سألت أحد الأخوة من قبيلة الشامسي في رأس الخيمة عن الموضوع فأجاب بأن "شوابهم" لا يستخدمون الكلمة بشكلها الحالي بل يقصدون من كلمة " رمسة " عندما يكون عندهم جلسة في فرح أو عرس وسهرة ليلية لمدة ست ليالي فيقولون (عندنا رمسة للبيت الفلاني لمدة ست ليالي ) أي مثل "السمرة" .!
كذلك سألت أخوة أخرين من قبيلة الظنحاني والنعيمي عن أصل هذه الكلمة عند "شوابهم" فقالوا لا تستخدم عند شوابنا.!
وفي المنطقة الشرقية من الساحل كالمقام و نخل خلفان و مناطق بني حماد و عبيدل تستخدم الكلمة بمعنى الكلام المرتبط بوقت معين من الليل.
وذلك وارد عند العرب، فعلى سبيل المثال كلمة " قيلولة " تقتصر على النوم في وقت قائلة النهار وهي فترة وسطية بين الظهر والعصر ( وقت محدد من الظهيرة ) ولا يصح أن نطلق القيلولة على النوم صباحاً أو ليلاً أو عصراً.
الزبدة أن لفظة "الرمسة" تدل على الكلام الخفي والفضفضة آخر الليل عندما تسمع صرير الليل وليس مجرد أي كلام أو في أي وقت من اليوم!