طبعة الريان مركب امير قطر
طبعة الريان،،، فجيعة أليمة عام 1971 روّعت المنطقة
الريان مركب يتنقل فيه الشيخ أحمد بن علي آل ثاني أمير قطر سابقاً و اخوانه من قطر الى الساحل الشرقي وبالتحديد الى حالة نابند (رأس عصبان) التي يقضون فيها فترة المقناص والصيد بالصقور.
غادر الريان ميناء الدوحة في شتاء عام 1971م متجهاً إلى رأس عصبان في منطقة عرب الساحل و كان يبلغ عدد طاقم المركب ظ¨ظ¤ شخصاً و كانت محمّلاً بالطيور والميرة و عدة القنص كاملة. و كان نوخذه المركب هو جاسم بن محمد السرور و برفقتهم الشيخ مبارك بن خليفة الجلاهمة.
وصل المركب بالقرب من راس عصبان بمسافة لا تتجاوز 7 أميال بحري، و هنا وقعت
الكارثة!! بعد حدوث عطل في المركب تسربت المياه إلى داخل المركب و بدأ يغرق شيئاً فشيئا.
قام كلٌ من أمان الخاطر و غافان البسطي بإطلاق طيور القنص المحبوسة في الأقفاص لتنجوا من الغرق و ذهب غافان إلى الشيخ مبارك الجلاهمة يسأله عن كيفغŒة معالجة الوضع، فدخل رحمه الله غرفة المركب و قام يصلي و يناجي الله عزوجل و هذا دليل على ثباته وقوة أيمانه في ذاك الموقف العصيب.
غرق المركب بمن فيه رحمهم الله و لم ينجوا منهم الا راكبان هما: " أمان الخاطر" و "فلاح الجربوعي المرّي" حيث تمكّنا من السباحة حتى وصلا للشاطئ و كان المري عمل له يفره ( حفرة ) و دفن نفسه فغŒها من شدة البرد لأن الحادثة كانت في الشتاء و كانت وقتها الرياح شمالية (درّ الستين) ولا يخفى على أحد برد الشتاء القارص في هذا الموسم الذي لا يرحم و الذي يسلم من البرد لا يسلم من ضرب الامواج في الصخور. أمّا أمان الخاطر فقد وصل إلى ساحل " بركوه " و تمكّن من الوصول بصعوبة إلى قرية الحالّة.
و هناك ذهب إلى مركز شرطة الحالة و قال لهم: أنا أعرف ناس من المنطقة (يقصد الحالة) شخص اسمه بن ثاجب.
ذهب بن ثاجب إلى المركز و لما رأى الرجل متغطياً من شدة البرد لم يعرفه.!
الرجل قال لإبن ثاجب: أنا أمان! و الريّان طبع ! و الناس اللي على متنه كلهم راحوا!
و سأله بن ثاجب عن الشيخ مبارك الجلاهمة فقال نعم كان معنا و لكن لم يخرج من المركب بقى حتى غرق بالكامل.
قام عرب المنطقة بالبحث عن الريان و ركّابه ولكن لم يعثروا إلّا على فلاح المري الذي كان مدفوناً بالرمال على الساحل.
كما بالبحث تم العثور على جثة غافان البسطي( بو حسين) و شقيقه بطي البسطي في مكان اسمه اخوادون و دفنوهم في قرية الخرة، كما عثروا على محمد بن كرامي في بندر التبن و دفنوه في قرية كشكنار.
و يُنقل عن شهود عيان: أننا كنا نتعايا (تضارب الاراء) في غافان لأنه من شدة البرد تغيرت ملامحه ولما نظرنا إلى الساعة التي على يده مكتوب اسمه على سطح الساعة (غافان البسطي).
و في دولة قطر اظ”علن الحداد الرسمي في البلاد و تلقت قطر من الامارات و الكويت و البحرين برقيات التعازي، و كان الناس بمنطقة عرب الساحل في صدمة شديدة من هول الخبر و وقعته عليهم ،و حتى يومنا هذا تتداول قصة الريان في مجالسهم.
و أمّا الناجون " امان الخاطر " و " فلاح المري" فقد تم نقلهم الى الدوحة و حسب المصادر القطرية انهم أُدخلا مستشفى الرميلة و عاشا فترة من الزمن ثم توفيا في الثمانينات رحمهما الله.
وكان مبارك الجلاهمة متزوج في قرية الحالة امرأة من آل بوسميط و له من الابناء ثلاثة عيسى و سلمان و لطيفه .
بقلم : علي بن ثاجب / قرية الحالة
المصادر :
•منتدى عرب الساحل www.arabalsahel.com
• روايات كبار السن
â–ھمحمد بن احمد بن ثاجب
â–ھ قاسم ملا أحمد ابراهيم