جزيرة البحرين كما وصفها صاحب التحفة النبهانية
(الموقع والحدود) - البحرين - اسم أطلقه العرب القدماء على مجموع البلاد الواقعة على ريف خليج البصرة الممتد منها إلى حدود عمان. وكانت قصبتها مدينة (هجر) أي الأحساء. ثم خص بالبلاد الواقعة على هذا الخليج المذكور وبين الدرجة (25 و 29) من العرض الشمالي وعلى هذا فيكون طرفاها قطر والكويت . فيدخل في ضمنها شبه الجزيرة الكبيرة التي هي قطر مع الجزائر التي تقرب منها ومن ثم دعوا البحرين الحالية (جزيرة البحرين) إضافة للبلاد المذكورة. ثم تنوسي الاصطلاحان واختص اسم البحرين بالجزيرة المسماة به الآن. وكانت قديما تسمى (أوالا) باسم صنم أبناء وائل. لأنهم كانوا يسكنونها مع عبدالقيس وقد نالت البحرين قديما وحديثا شهرة عظيمة لا سيما لؤلؤها المعروف بالحسن والجودة. فيقصده التجار من الآفاق.
والبحرين هي على مسافة (12) ميلا من بر ظهران* وفي الدرجة 26 و 30 دقيقة من العرض الشمالي. و10 درجات و37 دقيقة من الطول الشرقي باعتبار المبدأ مكة المشرفة. وتدوير مساحتها مع جزيرة المحرق نحو (80) ميلا. ومساحة طول جزيرة المنامة شمالا وجنوبا (25) ميلا وعرضها نحو (9) أميال وطول جزيرة المحرق نحو (5) أميال وعرضها نحو ميلين وكلاهما مستويا الأطراف وفي وسطهما مرتفعات لا سيما أرض المنامة إلى الرفاع. فالصخير . فجو . وتحيط بالكل أرصفة رملية ينحسر عنها الماء تماما وقت الجزر.
(الجو) - جوها شديد الحرارة يكاد يكون محرقا زمن الصيف. فلذا يضطرون إلى مبارحة المدن زمن الصيف والنزول قرب ماء العيون التي عند سواحل البحر.
(حاصلاتها) - حاصلات البحرين اللؤلؤ. وجل شغلهم ومعاشهم هو الغوص في البحر لإخراج اللؤلؤ منه. ويبتدئ زمن إخراجه في الربيع من أول برج الثور إلى نصف برج الميزان. وقد أجمع الجوهريون على أن لؤلؤ البحرين يفوق سائر اللآلئ بهجة ونفاسة. وقد قدر ثمن ما يخرج منها سنويا من اللؤلؤ بقيمة (30) ألف ألف ربية وهذا جدول ذكرنا فيه قيمة ما يخرج من غيرها سنويا لتعرف الفرق بين الجميع (تم تعديل تنسيق الجدول ليتوافق مع تنسيق المنتدى)
30 مليوناَ - البحرين
11 مليوناَ - قطر
4 ملايين - القطيف
600 ألف - الجبيل موضع بين القطيف والكويت
8 ملايين - الكويت
15 مليوناَ - عمان جميعه
مليون واحد - بلدة لنجة
400 ألف - جزيرة قيس
70 مليوناَ - الجميع سبعون مليونا
وهذا التقدير بالحالة الوسطى وقد يزيد وينقص حسب الأطوار: وقد أحس بعض العارفين بوقوع تناقص في اللؤلؤ وعلل ذلك بإرسال الصدف بعد فلقه إلى أوربا. لأنه قد يلاصق الصدفة الواحدة مائة من صغارها. فإذا ألقيت الصدفة بعد فلقها في البحر نمت الصغار وعاشت وانفصلت. وبالعكس ينتج قلة المحصول. لأنهم إذا نقلوا الكبار وأماتوا الصغار فمن أين يحصل النتاج. ويوجد في أماكن مغاصات اللؤلؤ (شجر اليسر الأسود) ولكن لم يكن لهم به اعتناء. على أنهم لو بذلوا هممهم في إخراجه وتسفيره إلى الحجاز (لتصنع منه السبح) لزادت محصولاتهم واتسعت معيشتهم.
* ظهران كسحبان. ساحل الحسا. وكانت قصبته قديما مشهورة صنع الثياب الظهرانية المنسوبة إليها.
مقتبس حرفيا (فيما عدا تنسيق الجدول أعلاه - مع التنويه إلى أن ألفاظ الجدول كما هي) من كتاب الشيخ محمد بن خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي الموسوم بعنوان ( التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية)، طبعة دار إحياء العلوم / بيروت 1406 هـ، وتجدر الإشارة إلى أن النبهاني قد بدأ وضع تحقيقه ومدوناته التاريخية في أتون العام 1332 هـ .