السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
لنجة لؤلؤة عربية لمعت على الساحل الشرقي للخليج
بقلم : محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل سماعيل
لنجة لؤلؤة عربية لمعت على الساحل الشرقي للخليج
اطلعت على مانشره الأستاذ صالح الذكير في جريدة اليوم يومي الاثنين والثلاثاء 10 ، 11/1/1417 هـ عن ((الهولة)) بعنوان [الهولة .. قبائل الجزيرة العربية التي حكمت فارس] وقد أعجبت بما كتبه الذكير عن الهولة المعروفين والمشهورين بتاريخهم لدى المهتمين بالتاريخ. وأذكر أن أحد كبار السن في المنطقة صرح بأن غالب سكان إحدى البلدان الخليجية هولة جهلا منه بالتاريخ وأظن أن الذي كتبه الذكير يكفي ولا يحتاج إلى زيادة فقد أتى بالخلاصة.
وأنت أخي القارئ ترى في مقاله صوراً لمبانيهم ومساكنهم فتظن لأول وهلة أن هذه مباني ومساكن الأحساء التي لا تزال موجودة على هيئة أطلال حيث هجرها أهلها وانتقلوا إلى الأحياء الحديثة.
إن الهولة أو الحولة أقاموا حضارة على الساحل الشرقي للخليج العربي وقد كتب عنهم الأستاذ حسين بن علي الوحيدي كتاباً يقع في 165 صفحة من القطع المتوسط باسم ((تاريخ لنجة)) اللؤلؤة العربية على الساحل الشرقي للخليج وحكم القواسم لها وذكر الامارات العربية التي قامت من حولها وهي امارات بني حماد والعبادلة والمرازيق والنصوريين وآل بشر وآل علي مع بيان أحوال أهل السنة والجماعة في ديارها وقراها وأخبار العلماء والمساجد والمدارس الشرعية وسرد أنساب العوائل الشريفة وقصص التجار والأعيان بها (الناشر: دار الأمة للنشر والتوزيع – دبي ص.ب 3944 هاتف 665120).
وأنت إذا أخذت في قراءة الكتاب فإنك تستمتع بأسلوبه الشيق وبعرضه الجميل وتشعر بشيء يشدك إلى هؤلاء القوم وأعني بهم الهولة.
فالمساكن والاعمار هو نفس الاعمار الذي يوجد في مناطق الخليج وفي الأحساء والمسميات متطابقة وسوف استعرض ما يثبت ذلك فيما يلي: قال الدكتور/ عبدالحميد بن أستاذنا العلامة الأديب مبارك بن الشيخ عبداللطيف آل الشيخ مبارك في المجلد الأول من كتاب التسهيل في صفحة 179 ناقلاً عن التحفة النبهانية ((وفي هذا العهد وعلى وجه التحديد في أواخر القرن التاسع بدأت هجرات جديدة من أهل السنة في فارس إلى دول الخليج نظراً لما لاقوه من تشريد وتقتيل من الدولة الصفوية.. فأصبح للشافعية وجود ظاهر في حواضر مدن الخليج والأحساء)) – انتهى ما نقلته من كلام د. عبدالحميد والآن أعود مستعرضاً ما ذكره الوحيدي- ففي صفحة 14 يذكر المؤلف عن بعض من يعرفهم بالثقة أن قرب مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية يوجد مكان أو موقع يسمى لنجة وينسبه إلى الحاج إبراهيم الدعلوج النجدي مقاول الحجاج في دبي وأنهم نزحوا بسبب الحروب وأنشأوا لنجة على الساحل الشرقي للخليج.
وفي نفس الصفحة يذكر أن في لنجة بركة تسمى بركة العدان والعدان هي المنطقة المحاذية للبحر الممتدة من شمال القطيف أو شمال الجبيل إلى الكويت وينسب إليها السمن البري الطيب في المنطقة والخليج فيقولون سمن عداني.
وفي صفحة 15 قال إن من أدلة قدمها حالة ببركة العدان التي ذكرناها آنفا فقد أصبح الجص الذي ينبت به أسود اللون من شدة قدمه وهذه البركة تنسب إلى عرب هاجروا من بر العدان في المملكة العربية السعودية بنوها عند استقرارهم في هذا المحل.
وفي صفحة 16 قال ((وكان تأسيسها على أيادي العرب الذين هاجروا من الخبر كما قلنا في زمن النفوذ البرتغالي في الخليج)) ..الخ.
وفي صفحة 25ذكر بلدة باسم ((جشة)) تقع غربي لنجة وأقول: إن الجشة قرية من قرى الأحساء وهي آخر القرى الشرقية عامرة بالسكان فلعل قوماً انتقلوا من الجشة والجشة هذه هي أول ما يقابل الوافدين من البحر عن طريق ميناء العقير قديماً وهي آخر العمار الذي يفارقه المسافرون إلى الخليج عن طريق العقير.
وفي صفحة 119 قال: [((ارميلة)) على بعد اثني عشر كيلو مترا غرب بو طيور وهم خمسون من العرب الشافعية وفي القرية مسجد و برك]. أقول وفي الأحساء قرية عامرة بالسكان تحمل نفس الاسم (الرميلة).
وفي صفحة 130: [((بمبري)) نسبة إلى شجرة الدبق أو اللبو وهي جنوب القابندية بخمسة كيلومترات وبها ثلاثون فقط من الشافعية يجمعهم مسجد ولغتهم فارسية].
أقول إن شجر البمبري مشهور في الأحساء والبحرين وهي شجرة كبيرة ثمرها بحجم المشمش ولزجة ولها نوى وسكرها مركز وتثمر في أول الصيف مع نضج البسر ومع باكورة البطيخ البلدي الكبير وتتحمل العطش وتثمر حتى مع إهمالها.
وفي صفحة 150 قال: [((بركة العدان)): نسبة إلى أناس من أوائل المهاجرين إلى لنجة يعرفون باسم الموضع الذي كانوا فيه في السعودية قرب القطيف وهي أقدم البرك كلها].
وفي صفحة 41 يتحدث عن العلماء وذكر الشيخ محمد بن حسن القنبري وتكرر ذكر القنبري وفي الأحساء في حي الكوت مسجد معروف بمسجد القنبري.
وفي صفحة 66 ذكر قرية باوردان من أعمال جارك التابعة للنجة وأنهم كلهم حنابلة.
وفي صفحة 144 ذكر من المساجد مسجد الغارية الذي في الداخل قرب بيوت عبدالله القاسمي و محمد الشيخ القاسمي وقد خرب أيضا ومحلة الغارية في قطر لعل الذي بناه من أهلها.
ومن الأسر الكريمة التي ذكرها هنا: آل خليفة ، آل مشاري ، آل خاجة ، آل قلداري ، آل رحمة ، آل بو سميط ، آل سميه ، آل زاهد ، آل كاظم ، وغيرهم كثير.
ومن العلماء الذين ترجم لهم العلامة ملا عمران صاحب البائية في العقيدة السلفية ، العلامة الداعية والواعظ محمد بن عبدالعزيز الجاركي ، الشيخ عبدالله الرضوان وقال عنه هو عبدالله بن أحمد بن علي بن رضوان من كبار علماء لنجة وهو سلفي المعتقد قال مادحاً الملك عبدالعزيز آل سعود:
سألت الصبا النجدي ما الذي تبدي
من الخير الميمون عن جيشك النجدي
فرد جواباً عند فألي مبارك
فهل لي أن أبدي بماذا هو عندي
فقلت نعم بالله واطنب بذكره
فاني لهم سلم يضاهيهم ودي
فقال أتينا مكة لعرمرم
من الجيش ما نردي العود وما يردي
اتينا بجيش بجيش طائل ذي مهابة
على العربيات الكريمة والوخد
ثم قال:
دخلنا بلاد الله من غير خشية
من العبد بل من ربنا الواحد الفرد
أقمنا بها شرع الله كما أتى
به المصطفى بلا عكس ولا طرد
فحي بها عبدالعزيز امامنا
أخا الفضل ركن الفخر والعز والمجد
أبوه الذي ساد الأعارب وارتقى
هو العابد الرحمن الفيصل المردي
فآل سعود أجمعون ضياغم
ولكنه حاز الفروسية بالسعد
…إلى آخره انتهى ما أردنا.
المصدر : موقع خادم اهل العلم
محمد بن عبدالرحمن آل سماعيل ..
تحيّاتي للجميع
