شكرا ..
نتابع لاحقا..
شكرا ..
نتابع لاحقا..
جزیره کاوان(لافت) قد يقصد بها جزيرة قشم
قال صاحب حدود العالم:
لافت
و فيها مدينة جميلة، و مراو تدعى لافت، و فيها مزارع و حقول و خيرات و مياه عذبة، يأتيها التجار من جميع أرجاء العالم، و تقع هذه الجزيرة أمام فارس.
قال الادریسی:
بينها وبين جزيرة كيش اثنان وخمسون ميلا وهو نصف مجرى وجزيرة ابن كاوان مقدارها اثنان وخمسون ميلا في عرض تسعة أميال وأهلها شراة اباضية وفيها عمارة وزروع ونارجيل وغير ذلك وترى منها جبال اليمن وعندها الدردور المذكور وهو مضيق على مقربة من جبلي كسير وعوير تسلكه السفن الصغار ولا تسلكه السفن الصينية وهذان الجبلان غائران تحت الماء لا يظهر منها شيء والماء يكسر على أعلاهما والربانيون يعرفون مكانيهما فيجنبونهما وهذه الدردورات ثلاثة منها هذا الواحد والثاني بمقربة جزيرة قمار والدردور الثالث منها هو في آخر الصين وفيما بين سيراف و مسقط سيف بن الصفاق وهو أنف قائم في البحر وبإزائه جزيرة صغيرة. وفي هذا البحر سمك يسمى الدفسين له رأس مربع فيه قرنان في طول الاصبع إلى الدقة ما هي وجسد هذا السمك قليل وفمه شبيه بالقمع لا يفتحه ولا يغلقه وداخل فمه شيء أشبه بالقمع أحمر غض وفي فمه شق ذو أسنان به يقطع ويبلع ويقال إن هذا السمك إذا أكله الأجذم ودام على أكله برئ من علته وهذا مشهور في أرض فارس وفي أرض کرمان.
قال الادریسی ایضاً:
وفي البحر جزيرة ابن كاوان وفيها مدينة وجامع آهل وهي من كورة أردشير وبقربها جزيرة أوال.
قال یاقوت الحموی:
ويقال جزيره بني كاوان: جزيره عظيمه، وهي جزيره لافت، وهي من بحر فارس بين عمان و البحرين، افتتحها عثمان بن أبي العاصي الثقفي في أيام عمر بن الخطاب لما أراد غزو فارس في البحرين مرّ بها في طريقه، وكانت من أجلّ جزائر البحر، عامره آهله وفيها قرى ومزارع، وهي الآن خراب، وذكر المسعودي أنها كانت سنه 333 عامره آهله وقال هشام بن محمد: كاوان اسمه الحارث ابن امرئ القيس بن حجر بن عامر بن مالك بن زياد ابن عصر بن عوف بن عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعه بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس.
[جزيره لافت]
قال یاقوت الحموی أیضأ:
هي جزيره كاوان المذكوره قبل هذا.
قال یاقوت الحموی ایضاً:
لافِت
جزيره في فارس بحر عمان بينها وبين هجر، وهي جزيره بني كاوان أيضا التي افتتحها عثمان بن أبي العاصي الثقفي في أيام عمر بن الخطّاب ومنها سار إلى فارس فافتتح بلادها، ولعثمان بن أبي العاصي بهذه الجزيره مسجد معروف، وكانت هذه الجزيره من أعمر جزائر البحر بها قرى وعيون وعمائر، فأما في زماننا هذا فاني سافرت في ذلك البحر وركبته عدّه نوب فلم أسمع لها ذكرا.
قال عبد المومن البغدادی:
لافت
جزيرة فى بحر عمان ، بينها و بين هجر، و هى جزيرة ابن كاوان جزيرة ابن كاوان أيضا، و فيها قرى و عيون.
قال عبد المومن البغدادی ایضاً:
جزيره بنى كاوان
و يقال جزيره بنى كاوان: جزيره عظيمه يقال لها جزيره لافت، و هى فى بحر فارس بين عمان و البحرين، كان بها قرى و مزارع، و هى الآن خراب.
المصادر:
حدود العالم ، ص ٣٥.
الادریسی ، نزهه المشتاق في اختراق الآفاق ،المجلد ١، ص ١٦٥-١٦٤ ،411.
یاقوت الحموی ، معجم البلدان ،جلد ٢, ص ١٣٩ ، جلد ٥، ص ٧ ، المجلد ٢، ص ٥٣ ،٥٤ .
عبد المومن البغدادی ، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع ، المجلد ١، ص ٣٣٣ ، جلد ٣، ص ١١٩٤.
قشم:
قال یاقوت الحموی:
بالفتح ثم السكون، والقشم: شدّه الأكل، والقشم أيضا: البسر الأبيض الذي يؤكل قبل أن يدرك، والقشم:
اسم موضع.
قال عبد المومن البغدادی:
بالفتح، ثم السكون: موضع .
المصادر:
یاقوت الحموی ، معجم البلدان ، المجلد ٤، ص ٣٥٢.
عبد المومن البغدادی، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع ، المجلد ٣، ص ١٠٩٤.
.................................................. .................................................. .............................
هرمز:
قال الاصطخری :
هرمز
وهى فرضه كرمان، مدينه غرّاء كثيره النخل حاره جدا، ثم تسير على شطّه إلى الدّيبل،
قال ابن حوقل:
هرموز (هرمز)
و هى فرضه لكرمان مدينه غنّاء كثيره النخل حارّه جدّا، [و تعرف بالتير و هى مساكن بين جبلين فى شعب ممتدّ وصلتها سنه تسع و ثلثين و خمس مائه و كان عميدها إذ ذاك محمّد بن المرزبان من أهل شيراز الملقّب بصاحب السيف و القلم و لعمرى إنّه كان مستحقّا لهذا اللقب إذ كانت له أريحيّه خازميّه و مروءه خلقيّه و أهلها ذوو مروءه ظاهره و رياسه كامله و كان بها عدّه من التجّر ذوى اليسار من جملتهم رجل يعرف بحسن بن العبّاس له مراكب تسافر الى أقصى بلاد الهند و الصين و مبلغ مضاربيه ... و كان له غلمان زنوج يضربون على باب مسجده خمس نوب فنقل ذلك الى ملك كرمان و هو محمّد بن ارسلان شاه فقال لو ضرب خمسين نوبه لما اعترضت له رجل يتحصّل فى خزائنى من مراكبه فى كلّ سنه نحو من مائه ألف دينار و أنافسه فى الريح الهابّه، عدنا الى الصفه و الشرح،] ثمّ يسير عليه آخذا شطّه الى الديبل
قال ابن حوقل ایضاً:
هرموز
وهرموز مجمع تجاره كرمان وهى فرضه البحر وموضع السوق بها مسجد جامع ورباط وليس بها كثير مساكن وإنّما مساكن التجّار فى رساتيقها متفرّقين فى القرى وبلدهم كثير النخيل والغالب على زروعهم الذره،
قال صاحب حدود العالم:
هرموز
على بعد نصف فرسخ من البحر الأعظم. موضع حار جدا، و هو فرضة كرمان.
قال المقدسی:
هرموز
على فرسخ من البحر شديده الحرّ الجامع في السوق وشربهم من قنّى حلوه وسوقهم جادّ وبناؤهم من طين
قال الادریسی:
ومن المدن التي بين جيرفت و الفهرج مدينة هرمز الملك المسماة في هذا الوقت قرية الجوز وهي كانت مدينة هرمز وفيها كانت مملكته إلى أن هلك وانفصل الملك عنها إلى السيرجان فهرمز الآن صغيرة وساكنوها من أهلها وأخلاط من الناس وهي مدينة حسنة الداخل والخارج كثيرة المياه وبها أسواق وتجارات بقدرها وبينها وبين جيرفت غربا مرحلة ومنها إلى مدينة بم مرحلة.
قال الادریسی ایضاً:
هرمز
ومن مدن كرمان مدينة هرمز الساحلية التي على بحر فارس وهي فرضة مدن كرمان وهي في ذاتها مدينة كبيرة كثيرة العمارة كثيرة النخل حارة جدا ويزرع بنواحيها الكمون الكثير والنيلج الذي إليه المنتهى في الطيب المضروب به المثل ويتجهز به منها إلى كل الآفاق وأهل مدينة مغون وأهل مدينة ولا شجرد ليس لهم غلة إلا هو ولهم بغرسه اهتمام لكثرة فائدته وعموم منفعته وجودته عندهم وقد يصنع في هذه البلاد من قصب السكر السكر الكثير والفانيذ والغالب على طعام هؤلاء الساكنين بهذه البلاد الشعير وهو أكثر زراعاتهم وجل حبوبهم وفي هذه البلاد النخل الكثير الطيب التمر ومدينة هرمز على خليج يسمى الجير يخرج من بحر فارس تدخل فيه السفن من البحر إلى المدينة.
قال الادریسی ایضاً:
هرمز الى فارس
والطريق من هرمز إلى فارس من هرمز إلى قرية سوروا على البحر .
قال یاقوت الحموی:
هرْمز:
بضم أوله، وسكون ثانيه، وضم الميم، وآخره زاي، قال الليث: هرمز من أسماء العجم، قال: والشيخ هرمز يهرمز، وهرمزته: لوكه لقمه في فيه لا يسيغها فهو يديرها في فيه،
وهرمز: مدينه في البحر إليها خور وهي على ضفه ذلك البحر وهي على برّ فارس، وهي فرضه كرمان إليها ترفأ المراكب ومنها تنقل أمتعه الهند إلى كرمان و سجستان و خراسان، ومن الناس من يسميها هرموز، بزياده الواو.
قال عبد المومن البغدادی:
هرمز
بالضم، ثم السكون، و ضم الميم، و آخره زاى: مدينة على خور من البحر الفارسىّ، و هى من برفارس، و هى فرضة كرمان، إليها ترفا المراكب و ينقل إليها أمتعة الهند إلى كرمان و سجستان و خراسان، و من الناس من يسمّيها هرموز- بزيادة واو.
قال ابن بطوطه:
هرمز و جرون
مدينة على ساحل البحر وتسمى أيضا موغ استان وتقابلها في البحر هرمز الجديدة وبينهما في البحر ثلاثة فراسخ. ووصلنا إلى هرمز الجديدة وهي جزيرة ومدينتها تسمى جَروَن.
"بفتح الجيم والراء وآخرها نون"، وهي مدينة حسنة كبيرة لها أسواق حافلة وهي مرسى الهند و السند ومنها تحمل سلع الهند إلى العراقيين و فارس و خراسان وهذه المدينة سكنى السلطان والجزيرة التي فيها المدينة مسيرة يوم وأكثرها سباخ وجبال ملح وهو الملح الدرابي ومنه يصنعون الأواني المزينة والمنارات التي يضعون السرج عليها وطعامهم السمك والتمر المجلوب إليهم من البصرة و عمان. ويقولون بلسانهم: خرما وما هي لوت بادشاهي، معناها بالعربي التمر والسمك طعام الملوك. وللماء في الجزيرة قيمة وبها عيون ماء وصهاريج مصنوعة، يجتمع فيها ماء المطر. وهي على بعد من المدينة ويأتون إليها بالقرب فيملؤونها ويرفعونها على ظهورهم إلى البحر ويسقونها في القوارب ويأتون بها إلى المدينة. ورأيت من العجائب عند باب الجامع فيما بينه وبين السوق رأس سمكة كأنه رابية وعيناه كأنهما بابان فترى الناس يدخلون من إحداهما ويخرجون من الأخرى ولقيت بهذه المدينة الشيخ الصالح السائح أبا الحسن الأقطاراني وأصله من بلاد الروم فأضافني وزارني وألبسني ثوبا وأعطاني كمر الصحبة وهو يحتبي به فيعين الجالس فيكون كأنه مستند وأكثر فقراء العجم يتقلدونه. وعلى ستة أميال من هذه المدينة مزار ينسب إلى الخضر وإلياس عليهما السلام يذكر أنهما كانا يصليان فيه وظهرت له بركات وبراهين. وهنالك زاوية يسكنها أحد المشايخ يخدم بها الوارد والصادر وأقمنا عنده يوماً، وقصدنا من هنالك زيارة رجل صالح منقطع في آخر هذه الجزيرة قد نحت غاراً لسكناه. فيه زاوية ومجلس ودار صغيرة له. فيها جارية وله عبيد خارج الغار يرعون بقراً له وغنماً وكان هذا الرجل من كبار التجار فحج البيت وقطع العلائق وانقطع هنالك للعبادة ودفع ماله لرجل من إخوانه يتجر له به. وبتنا عنده ليلة فأحسن القرى وأجمل رضي الله تعالى عنه وسمة الخير والعبادة لائحة عليه
خبر سلطان هرمز:
هو السلطان قطب الدين تَمَهْتَن بن طوران شاه "وضبط اسمه بفتح التاءين المعلوتين وبينهما ميم مفتوح وهاء مسكنة وآخره نون"، وهو من كرماء السلاطين كثير التواضع حسن الأخلاق وعادته أن يأتي لزيارة كل من يقدم عليه من فقيه أو صالح أو شريف ويقوم بحقه ولما دخلنا جزيرته وجدناه مهيأ للحرب مشغولاً بها مع ابني أخيه نظام الدين. فكان في كل ليلة يتسير للقتال. والغلاء مستول على الجزيرة فأتى إلينا وزيره شمس الدين محمد بن علي وقاضيه عماد الدين الشونكاري وجماعة من الفضلاء فاعتذروا بما هم عليه من مباشرة الحرب وأقمنا عندهم ستة عشر يوماً فلما أردنا الإنصراف قلت لبعض الأصحاب: كيف ننصرف ولا نرى هذا السلطان؟ فجئنا على الوزير وكان في جوار الزاوية التي نزلت بها فقلت له: إني أريد السلام على الملك. فقال:
بسم الله وأخذ بيدي فذهب بي إلى داره وهي على ساحل البحر والأجفان مجلسة عندها فإذا شيخ عليه أقبية ضيقة داسة وعلى رأسه عمامة وهو مشدود الوسط بمنديل فسلم عليه الوزير وسلمت عليه ولم أعرف أنه الملك وكان إلى جانبه ابن أخته وهو علي شاه بن جلال الدين الكيجي وكانت بيني وبينه معرفة فأنشأت أحادثه وأنا لا أعرف الملك فعرفني الوزير بذلك فخجلت منه لإقبالي بالحديث على ابن أخته دونه واعتذرت ثم قام فدخل داره وتبعه الأمراء والوزراء وأرباب الدولة ودخلت مع الوزير فوجدناه قاعداً على سرير ملكه وثيابه عليه لم يبدلها وفي يده سبحة جوهر لم تر العيون مثلها لأن مغاصات الجوهر تحت حكمه فجلس أحد الأمراء إلى جانبه وجلست إلى جانب ذلك الأمير وسألني عن حالي ومقدمي وعمن لقيته من الملوك فأخبرته بذلك. وحضر الطعام فأكل الحاضرون ولم يأكل معهم ثم قام فوادعته وانصرفت. وسبب الحرب التي بينه وبين ابني أخيه أنه ركب البحر يوماً من مدينته الجديدة برسم النزهة في هرمز القديمة وبساتينها وبينهما في البحر ثلاثة فراسخ كما قدمناه فخالف عليه أخوه نظام الدين ودعى لنفسه وبايعه أهل الجزيرة وبايعته العساكر فخاف قطب الدين على نفسه وركب البحر إلى مدينة قَلْهَات التي تقدم ذكرها وهي من جملة بلاده فأقام بها شهوراً وجهز المراكب وأتى الجزيرة فقاتله أهلها مع أخيه وهزموه وعاد إلى قَلْهَات وفعل ذلك مراراً فلم تكن له حيلة إلا أن يراسل بعض نساء أخيه فسمته ومات. وأتى هو إلى الجزيرة فدخلها وفر ابنا أخيه بالخزائن والأموال والعساكر إلى جزيرة قيس حيث مغاص الجوهر وصاروا يقطعون الطريق على من يقصد الجزيرة من أهل الهند و السند ويغيرون على بلاده البحرية حتى تخرب معظمها، ثم سافرنا من مدينة جرون برسم لقاء رجل صالح ببلد خنج بال.
قال الحمیری:
هرمز
مدينة بمقربة من جيرفت من عمل كرمان، و تسمى قرية الجوز و هي كانت مدينة هرمز، و فيها كانت مملكته إلى أن هلك، و انفصل الملك عنها إلى الشيرجان، و ساكنوها من أهلها و أخلاط من الناس، و هي مدينة حسنة، الداخل و الخارج إليها كثير، و هي كثيرة المياه، و بها أسواق و تجارات، و بينها و بين جيرفت غربا مرحلة.
المصادر:
الاصطخری ، المسالك والممالك ، ص ٣١.
ابن حوقل ، صوره الارض ، ص ٥٤، ٢٧٠.
حدود العالم ، ص ١٤٢.
المقدسی ، أحسن التقاسيم في معرفه الأقاليم، ص ٤٦٦ ، المجلد ٢، ص ٦٨٨.
الادریسی ، نزهه المشتاق في اختراق الآفاق ، المجلد ١، ص ٤٣٤، ٤٣٦،٤٤٠.
یاقوت الحموی ، معجم البلدان، المجلد 5 ، ص 402.
عبد المومن البغدادی، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع ، المجلد ٣، ص ١٤٥٧.
ابن بطوطه ، رحله ابن بطوطه ، المجلد ١، ص 209-211، المجلد ١، ص ٣٣٥-٣٣٣.
ابوعبدالله عبد المنعم الحمیری ، الروض المعطار فی خبر الاقطار ، ص ٥٩٥.
يعطيك العافية اخي الكريم و لنا عودة للقراءة و الاستفادة و كذالك التصحيح و المناقشة
والان انتهينا من الساحل الشرقي للخليج العربي ..
نبدأ على الساحل الغربي ..
................................
البحرين (أوال) (هجر)
يقصد به (تاريخيا وقديما ) أقليم جغرافي واحد متصل
القطیف
قال البکری الاندلسی:
على بناء فعيل، من قطفت الثّمر و هى إحدى مدينتى البحرين، و الأخرى هجر. و إلى القطيف انحاز الجارود بعبد القيس حين ارتدّ؟ بنو بكر، و اشتدّ حصار بكر للقطيف و لجؤاثى.
قال الزمخشری:
اسم موضع.
قال الادریسی:
وأما مدينة القطيف فإنها مجاورة للبحر وهي في ذاتها كبيرة وبين القطيف والأحساء مرحلتان ومن القطيف إلى حمص يومان وهي على البحر الفارسي ومن مدينة القطيف إلى بيشة مرحلة كبيرة ويتصل بالقطيف إلى ناحية البصرة بر متصل لا عمارة فيه أي ليس به حصن ولا مدينة وإنما به أخصاص لقوم من العرب يسمون عامر ربيعة.
قال یاقوت الحموی:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، فعيل من القطف وهو القطع للعنب ونحوه، كلّ شيء تقطفه عن شيء فقد قطعته، والقطف الخدش: وهي مدينه بالبحرين هي اليوم قصبتها وأعظم مدنها وكان قديما اسما لكوره هناك غلب عليها الآن اسم هذه المدينه، وقال الحفصي: القطيف قريه لجذيمه عبد القيس، وقال عمرو بن أسوى العبدي:
وتركن عنتر لا يقاتل بعدها أهل القطيف قتال خيل تنفع
ولما قدم وفد عبد القيس على النبيّ، صلى الله عليه وسلم، قال لسيّديها الجون والجارود وجعل يسألهما عن البلاد فقالا: يا رسول الله دخلتها؟ قال: نعم دخلت هجر وأخذت اقليدها، وكان نجده الحروري أنفذ ابنه المطرّح في خيل إلى عبد القيس بالقطيف ليتصدقّهم فقتل المطرّح في الحرب ثم انتصرت الخوارج عليهم، فقال حمل بن المعنّي العبدي:
نصحت لعبد القيس يوم قطيفها، فما خير نصح قيل لم يتقبّل
فقد كان في أهل القطيف فوارس حماه إذا ما الحرب ألقت بكلكل
قال عبد المومن البغدادی:
بالفتح، ثم الكسر: مدينة بالبحرين، و هى اليوم قصبتها و أعظم مدنها، و هى لعبد القيس .
قال ابن بطوطه:
"وضبط اسمها بضم القاف" كأنه تصغير قطف وهي مدينة كبيرة حسنة ذات نخل كثير تسكنها طوائف العرب، وهم رافضية غلاة يظهرون الرفض جهاراً لا يخافون أحداً ويقول مؤذنهم في أذانه بعد الشهادتين أشهد أن عليا ولي الله ويزيد بعد الحيعلتين: حي على خير العمل، ويزيد بعد التكبيرة الأخير محمد وعلي خير البشر، من خالفهما فقد كفر، ثم سافرنا منها إلى مدينة هجر.
قال ناصر خسرو:
وَهِي مَدِينَه كَبِيرَه بهَا نحل كثير وَقد ذهب أَمِير عَرَبِيّ إِلَى أَبْوَاب الحسا ورابط هُنَاكَ سنه وَاسْتولى على سور من أسوارها الْأَرْبَعَه وَشن عَلَيْهَا غارات كَثِيرَه وَلكنه لم ينل من أَهلهَا شَيْئا وَقد سَأَلَني حِين رَآنِي عَمَّا تنبئ بِهِ النُّجُوم قَالَ أُرِيد أَن أستولي على الحسا فَهَل أَسْتَطِيع أم لَا فَإِن أَهلهَا قوم لَا دين لَهُم فأجبته بِمَا فِيهِ الْخَيْر لَهُ وَعِنْدِي أَن كل البدو يشبهون أهل الحسا فَلَا دين لَهُم وَمِنْهُم أنَاس لم يمس المَاء أَيْديهم مُدَّه سنه أَقُول هَذَا عَن بَصِيرَه لَا شَيْء فِيهِ من الأراجيف فقد عِشْت فِي وَسطهمْ تِسْعَه شهور دفْعَه وَاحِدَه لَا فرقه بَينهَا وَلم أكن أَسْتَطِيع أَن أشْرب اللَّبن الَّذِي كَانُوا يقدمونه إِلَيّ كلما طلبت مَاء لأشرب فحين أرفضه وأطلب المَاء يَقُولُونَ اطلبه حَيْثُمَا ترَاهُ وَلَكِن عِنْد من ترَاهُ وهم لم يرَوا الحمامات أَو المَاء الْجَارِي فِي حياتهم
قال الحمیری:
من بلاد البحرين، من الأعمال اليمنية، فيها قام القرمطي بدعوته، و هناك دعا الناس إلى نحلته.
المصادر:
البکری الاندلسی ، معجم ما استعجم من اسماء البلاد و المواضع ، المجلد ٣، ص ١٠٨٥.
الزمخشری ، الجبال و الأمکنه و المیاه ، ص ٢٦٧.
االادریسی ، نزهه المشتاق في اختراق الآفاق ، المجلد ١، ص ٣٨٦.
یاقوت الحموی ، معجم البلدان ، المجلد ٤، ص ٣٧٨.
عبد المومن البغدادی، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع ، المجلد ٣، ص ١١١٠.
ابن بطوطه ، رحله ابن بطوطه، المجلد 1، ص 214 ،المجلد ١، ص ٣٤٠.
ناصر خسرو ، سفرنامه ناصر خسرو ، ص ١٤٥.
ابوعبدالله عبد المنعم الحمیری ، الروض المعطار فی خبر الاقطار ، ص ٤٦٥.
البحرين:
البلاذری:
غزوه البحرين:
قالوا: و كانت أرض البحرين من مملكه الفرس، و كان بها خلق كثير من العرب من عبد القيس، و بكر بن وائل و تميم مقيمين فى باديتها و كان على العرب بها من قبل الفرس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المنذر بن ساوى أحد بنى عبد اللّه بن زيد بن عبد اللّه بن دارم بن مالك بن حنظله، و عبد اللّه بن زيد هذا هو الأسبذى نسب إلى قريه بهجر يقال لها الأسبذ، و يقال: أنه نسب إلى الأسبذيين و هم قوم كانوا يعبدون الخيل بالبحرين فلما كانت سنه ثمان وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العلاء بن عبد اللّه بن عماد الحضرمي حليف بنى عبد الشمس إلى البحرين ليدعو أهلها إلى الإسلام أو الجزيه، و كتب معه إلى المنذر بن ساوى و إلى سيبخت مرزبان هجر يدعوهما إلى الإسلام أو الجزيه فأسلما و أسلم معهما جميع العرب هناك و بعض العجم. فأما أهل الأرض من المجوس و اليهود و النصارى فإنهم صالحوا العلاء و كتب بينه و بينهم كتابا نسخته.
بسم اللّه الرحمن الرحيم: هذا ما صالح عليه العلاء بن الحضرمي أهل البحرين صالحهم على أن يكفونا العمل و يقاسمونا التمر، فمن لم يف فعليه لعنه اللّه و الملائكه و الناس أجمعين. و أما جزيه الرءوس فإنه أخذ لها من كل حالم دينارا. حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال: كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى البحرين. «أما بعد» فإنكم إذا أقمتم الصلاه و آتيتم الزكاه و نصحتم للّه و رسوله و آتيتم عشر النخل و نصف عشر الحب و لم تمجسوا أولادكم فلكم ما أسلمتم عليه غير أن بيت النار للّه و رسوله، و أن أبيتم فعليكم الجزيه.
فكره المجوس و اليهود الإسلام و أحبوا أداء الجزيه، فقال منافقو العرب: زعم محمد إنه لا يقبل الجزيه إلا من أهل الكتاب و قد قبلها من مجوس هجر و هم غير أهل كتاب فنزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)، و قد قيل أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وجه العلاء حين وجه رسله إلى الملوك فى سنه ست.
و حدثني محمد بن مصفى الحمصي، قال: حدثنا محمد بن المبارك، قال: حدثنا عتاب بن زياد قال: حدثني محمد بن ميمون عن مغيره الأزدى عن محمد بن زيد بن حيان الأعرج عن العلاء بن الحضرمي، قال: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى البحرين- أو قال هجر- و كنت آتى الحائط بين الأخوه قد أسلم بعضهم فأخذ من المسلم العشر و من المشرك الخراج.
و حدثنا القاسم ابن سلام، قال: حدثنا عثمان ابن صالح عن عبد اللّه بن لهيعه عن أبى الأسود عن عروه بن الزبير أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى أهل هجر.
بسم اللّه الرحمن الرحيم، من محمد النبي إلى أهل هجر سلم أنتم فإنى أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلّا هو، أما بعد فإنى أوصيكم بالله و بأنفسكم ألا تضلوا بعد إذا هديتم و لا تنووا بعد إذ رشدتم، أما بعد فإنه قد أتانى الذي صنعتم و أنه من يحسن منكم لا يحمل عليه ذنب المسيء، فإذا جاءكم أمرائى فأطيعوهم و انصروهم و أعينوهم على أمر اللّه و فى سبيله، فإنه من يعمل منكم عملا صالحا فلن يضل له عند اللّه و عندي، و أما بعد فقد جاءني وفدكم فلم آت إليهم إلا ما سرهم و إنى لو جهدت حقي فيكم كله أخرجتكم من هجر فشفعت غائبكم و أفصلت على شاهدكم «فاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ».
حدثني الحسين بن الأسود، قال: حدثنا عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان النحوي عن قتاده، قال: لم يكن بالبحرين فى أيام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم
قتال، و لكن بعضهم أسلم و بعضهم صالح العلاء على انصاف الحب و التمر، و حدثني الحسين، قال: حدثني يحيى بن آدم، قال: حدثنا الحسن بن صالح عن أشعث عن الزهري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخذ الجزيه من مجوس هجر. و حدثني الحسين، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا قيس بن الربيع عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد، قال: كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى مجوس هجر يدعوهم إلى الإسلام، فان أسلموا فلهم مالنا و عليهم ما علينا، و من أبى فعليه الجزيه فى غير أكل لذبائحهم و لا نكاح لنسائهم.
و حدثني الحسين، قال: حدثنا يحيى بن آدم عن ابن المبارك عن يونس بن يزيد الأيلى عن الزهري عن سعيد بن المسيب، قال: أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الجزيه من مجوس هجر، و أخذها عمر من مجوس فارس، و أخذها عثمان من بربر. و حدثنا الحسين، قال: حدثنا عبد اللّه بن إدريس عن مالك بن أنس عن الزهري بمثله.
و حدثنا عمرو الناقد، قال: أخبرنا عبد اللّه بن وهب عن يحيى بن عبد اللّه ابن سالم بن عبد اللّه بن عمر عن موسى بن عقبه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى منذر بن ساوى.
من محمد النبي إلى منذر بن ساوى سلم أنت فإنى أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإن كتابك جاءني و سمعت ما فيه، فمن صلى صلاتنا و استقبل قبلتنا، و أكل ذبيحتنا فذلك المسلم، و من أبى ذلك فعليه الجزيه.
و حدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده عن أبى صالح عن ابن عباس قال: كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المنذر بن ساوى فأسلم و دعا أهل هجر فكانوا بين راض و كاره، أما العرب فأسلموا، و أما المجوس و اليهود فرضوا بالجزيه فأخذت منهم.
و حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيره، قال: حدثنا حميد بن هلال قال: بعث العلاء بن الحضرمي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مالا من البحرين يكون ثمانين ألفا أتاه أكثر منه قبله و لا بعده فأعطى منه العباس عمه.
حدثني هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد اللّه، قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى وضائع كسرى بهجر فلم يسلموا فوضع عليهم الجزيه دينارا على كل رجل منهم. قالوا: و عزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العلاء ثم ولى البحرين أبان بن سعيد بن العاصي بن أميه، و قوم يقولون: إن العلاء كان على ناحيه من البحرين منها القطیف و إن أبان كان على ناحيه أخرى فيها الخط: و الأول أثبت.
قالوا: و لما توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج أبان من البحرين فأتى المدینه، فسأل أهل البحرين أبا بكر رضى اللّه عنه أن يرد العلاء عليهم ففعل، فيقال: إن العلاء لم يزل واليا حتى توفى بها سنه عشرين، فولى عمر مكانه أبا هريره الدوسي، و يقال أيضا: إن عمر رضى اللّه عنه ولى أبا هريره قبل موت العلاء فأتى العلاء توج من أرض فارس و عزم على المقام بها، قال: ثم رجع إلى البحرين فمات هناك و كان أبو هريره يقول: دفنا العلاء ثم احتجنا إلى رفع لبنه فرفعناها فلم نجده فى اللحد.
و قال أبو مخنف: كتب عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه إلى العلاء بن الحضرمي و هو عامله على البحرين يأمره بالقدوم عليه، و ولى عثمان بن أبى العاصي الثقفي البحرين و عمان فلما قدم العلاء المدینه ولاه البصره مكان عتبه بن غزوان، فلم يصل إليها حتى مات و ذلك فى سنه أربعه عشر أو فى أول سنه خمسه عشر ثم أن عمر ولى قدامه بن مظعون الجمحي جبايه البحرين، و ولى أبا هريره الأحداث و الصلاه، ثم عزل قدامه وحده على شرب الخمر، و ولى أبا هريره الصلاه و الاحداث، ثم عزله و قاسمه ماله، ثم ولى عثمان بن أبى العاصي البحرين و عمان.
حدثني العمرى عن الهيثم، قال: كان قدامه بن مظعون على الجبايه و الاحداث، و أبو هريره على الصلاه و القضاء، فشهد على قدامه بما شهد به ثم ولاه عمر البحرين بعد قدامه ثم عزله و قاسمه و أمره بالرجوع فأبى فولاها عثمان بن أبى العاص فمات عمر و هو و اليه عليها، و كان خليفته على عمان و البحرين و هو بفارس أخوه مغيره بن أبى العاصي، و يقال: حفص بن أبى العاصي حدثنا شيبان بن فروخ، قال حدثنا أبو هلال الراسبي، قال: حدثنا محمد بن سيرين عن أبى هريره، قال استعملني عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه على البحرين فاجتمعت لى اثنا عشر ألفا فلما قدمت على عمر قال لى يا عدو اللّه و عدو المسلمين- أو قال و عدو كتابه- سرقت مال اللّه، قال: قلت لست بعدو للّه و لا للمسلمين- أو قال لكتابه- و لكنى عدو من عاداهما و لكن خيلا تناتجت و سهامها اجتمعت، قال فأخذ منى اثنا عشر ألفا فلما صليت الغداه قلت. اللهم اغفر لعمر، قال. فكان يأخذ منهم و يعطيهم أفضل من ذلك حتى إذا كان بعد ذلك، قال: ألا تعمل يا أبا هريره، قلت. لا قال و لم قد عمل من هو خير منك يوسف «قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ» فقلت يوسف نبى ابن نبى و أنا أبو هريره بن أميه و أخاف منكم ثلاثا و اثنتين، قال فهلا قلت خمسا، قلت. أخشى أن تضربوا ظهري و تشتموا عرضي و تأخذوا مالي و أكره أن أقول بغير حلم و أحكم بغير علم.
حدثنا القاسم بن سلام و روح بن عبد المؤمن، قال حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن يزيد بن ابراهيم التستري عن ابن سيرين عن أبى هريره أنه لما قدم من البحرين، قال له عمر يا عدو اللّه و عدو كتابه أ سرقت مال اللّه.
قال لست عدو اللّه و لا عدو كتابه و لكنى عدو من عاداهما و لم أسرق مال اللّه قال فمن أين اجتمعت لك عشره ألف درهم. قال خيل تناسلت و عطاء تلاحق و سهام اجتمعت فقبضها منه و ذكر من باقى الحديث نحو الذي روى أبو هلال.
قالوا. و لما مات المنذر بن ساوى بعد وفاه النبي صلى اللّه عليه و سلم بقليل ارتد من البحرين من ولد قيس بن ثعلبه بن عكابه مع الحطم و هو شريح بن ضبيعه بن عمر بن مرثد أحد بنى قيس بن ثعلبه و انما سمى الحطم بقوله:
قد لفها الليل بسواق حطم ...
و ارتد سائر من بالبحرين من ربيعه خلا الجارودي و هو بشر بن عمرو العبدى و من تابعه من قومه. و أمروا عليهم ابنا للنعمانبن المنذر يقال له المنذر فصار الحطم حتى لحق بربيعه فانضم إليها بمعن معه. و بلغ العلاء بن الحضرمي الخبر فسار بالمسلمين حتى نزل جواثا. و هو حصن البحرين فدلفت إليه ربيعه فخرج إليها بمن معه من العرب و العجم فقاتلها قتالا شديدا. ثم إن المسلمين لجأوا إلى الحصن فحصرهم فيه عدوهم. ففي ذلك يقول عبد اللّه ابن حذف الكلابي؟
ألا أبلغ أبا بكر ألوكا و فتيان المدینه أجمعينا
فهل لك فى شباب منك أمسوا أسارى فى جواثا محصرينا
ثم إن العلاء خرج بالمسلمين ذات ليله فبيت ربيعه فقاتلوا قتالا شديدا و قتل الحطم. و قال غير هشام بن الكلبي: أتى الحطم ربيعه و هو بجواثا و قد كفر أهلها جميعا و أمروا عليهم المنذر بن النعمانفأقام معهم فحصرهم العلاء حتى فتح جواثا و فض ذلك الجمع و قتل الحطم: و الخبر الأول أثبت. و فى قتل الحطم يقول مالك بن ثعلبه العبدري
تركنا شريحا قد علته بصيره كحاشيه البرد اليماني المحبر
«البصيره من الدم ما وقع فى الأرض»
و نحن فجعنا أم غضبان بابنها و نحن كسرنا الرمح فى عين حبتر
و نحن تركنا مسمعا متجدلا رهينه ضبع تعتريه و أنسر
قالوا: و كان المنذر بن النعمانيسمى الغرور فلما ظهر المسلمون، قال:
لست بالغرور و لكنى المغرور و لحق هو و فل ربيعه بالخط فأتاها العلاء ففتحها و قتل المنذر و من معه، و يقال: إن المنذر نجا فدخل إلى المشقر و أرسل الماء حوله فلم يوصل إليه حتى صالح الغرور على أن يخلى المدینه فخلاها و لحق بمسيلمه فقتل معه، و قال قوم: قتل المنذر يوم جواثا، و قوم يقولون: أنه استأمن ثم هرب فلحق فقتل، و كان العلاء كتب إلى أبى بكر يستمده فكتب إلى خالد بن الوليد يأمره بالنهوض إليه من الیمامه و انجاده مقدم عليه و قد قتل الحطم فحصر معه الخط، ثم أتاه كتاب أبى بكر بالشخوص إلى العراق فشخص إليه من البحرين و ذلك فى سنه اثنى عشر، و قال الواقدي يقول أصحابنا: إن خالدا قدم المدینه ثم توجه منها إلى العراق.
و استشهد بحواثا عبد اللّه بن سهيل بن عمرو أحد بنى عامر بن لؤي و يكنى أبا سهيل و أمه فأخته بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف، و كان عبد اللّه أقبل مع المشركين يوم بدر ثم إلى المسلمين مسلما و شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلما بلغ أباه سهيل بن عمرو خبره، قال: عند اللّه أحتسبه، و لقيه أبو بكر و كان بمکه حاجا فعزاه به، فقال سهيل: أنه بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: يشفع الشهيد فى سبعين من أهله و أنى لأرجو أن لا يبدأ ابني بأحد قبلي، و كان يوم استشهد ابن ثمان و ثلاثين سنه. و استشهد عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبى يوم جواثا، و قال غير الواقدي.
استشهد يوم الیمامه، قالوا: و تحصن المكعبر الفارسي صاحب كسرى الذي
كان وجهه لقتل بنى تميم حين عرضوا لعيره و اسمه فيروز بن جشيش بالزاره و انضم إليه مجوس كانوا تجمعوا بالقطیف و امتنعوا من أداء الجزيه فأقام العلاء على الزاره فلم يفتحها فى خلافه أبى بكر و فتحها فى أول خلافه عمر، و فتح العلاء السابون و دارین فى خلافه عمر عنوه و هناك موضع يعرف بخندق العلاء. و قال معمر بن المثنى. غزا العلاء بعبد القيسر قرى من السابون فى خلافه عمر بن الخطاب ففتحها، ثم غزا مدینه الغابه فقتل من بها من العجم، ثم أتى الزاره و بها المكعبر فحصره، ثم أن مرزبان الزاره دعا إلى البراز فبارزه البراء بن مالك فقتله و أخذ سلبه فبلغ أربعين ألفا، ثم خرج رجل من الزاره مستأمنا على أن يدل على شرب القوم فدله على العين الخارجه من الزاره فسدها العلاء فلما رأوا ذلك صالحوه على أن له ثلث المدینه و ثلث ما فيها من ذهب و فضه و على أن يأخذ النصف مما كان لهم خارجها، و أتى الأخنس العامري العلاء، فقال له. إنهم لم يصالحوك على ذراريهم و هم بدارین و دله كراز النكرى على المخاضه إليهم فتقحم العلاء فى جماعه من المسلمين البحر فلم يشعر أهل دارین إلا بالتكبير فخرجوا فقاتلوهم من ثلاثه أوجه فقتلوا مقاتلهم و حووا الذراري و السبي، و لما رأى المكعبر ذلك أسلم و قال كراز.
هاب العلاء حياض البحر مقتحما فخضت قدما إلى كفار دارینا
حدثنا خلف البزار و عفان، قالا. حدثنا هشيم، قال: أخبرنا ابن عون و يونس، عن محمد بن سيرين، قال بارز البراء بن مالك مرزبان الزاره فطعنه فوق صلبه و صرعه ثم نزل فقطع يديه و أخذ سواريه و يلمقا كان عليه و منطقه فخمسه عمر لكثرته، و كان أول سلب خمس فى الإسلام .
قال ابن خردادبه:
قرى البحرين: وهى الخطّ والقطیف والآره وهجر والفروق وبینونه، قال النابغه الجعدىّ عليهنّ من وحش بینونه نعاج مطافيل فى ربرب والمشقّر والزّاره وجواثا، قال الشاعر ما ضرّ أشناس لا يكون له يوم جواثا ويوم ذى قار وسابون ودارین والغابه والشّنون
قال قدامه بن جعفر:
وأعمال البحرين، الرميلة، جواثا، الخط، القطیف، السابون سوم المشقر، الدارین، الغابة، وارتفاع اليمامة والبحرين على ما ثبت في عمل كان ابن المدبر نظمه، للارتفاع لسنة سبع وثلاثين ومائتين من العين خمسمائة ألف وعشرة آلاف دينار.
وأعمال البحرين، الرميلة، جواثا، الخط، القطیف، السابون سوم المشقر، الدارین، الغابة، وارتفاع اليمامة والبحرين على ما ثبت في عمل كان ابن المدبر نظمه، للارتفاع لسنة سبع وثلاثين ومائتين من العين خمسمائة ألف وعشرة آلاف دينار.
قال قدامه بن جعفر ایضاً:
امر البحرين:
كان في أرض البحرين، خلق كثير من عبد القيس، وافناء بكر بن وائل، وتميم، مقيمين في باديتها وكان على العرب بها، على عهد رسول الله، المنذر بن ساوى، أحد بني عبد الله بن دارم ابن مالك بن حنظلة، فوجه النبي عليه السلام في سنة ثمان من الهجرة العلاء بن عبد الله بن عمار الحضرمي، حليف بني عبد شمس، الى البحرين ليدعو أهلها الى الاسلام أو الجزية، وكتب معه الى المنذر بن ساوى والى سيبخت مرزبان هجر، يدعوهما الى ذلك فأسلما وأسلم معهما جميع العرب وغيرهم، ولم يسلم في ذلك الوقت صالح عن أرضه، وكتب العلاء بينه وبينهم كتابا بأن: عليهم أن يكفونا العمل، ويقاسمونا على النصف، من الحب، والتمر وان على كل حالم منهم دينارا.
وروي عن العلاء، انه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى البحرين. أو قال: الى هجر، فكتب آتي الحائط بين الاخوة قد أسلم بعضهم فأخذ من المسلم العشر ومن المشرك الخراج، وروي ان العلاء بعث الى رسول الله مالا مبلغه ثمانون ألفا، وقيل: ان ما أتاه أكثر منه قبله ولا بعده، وكان قد ارتد، بعد وفاة النبي عليه السلام، من ولد قيس بن ثعلبة مع الحطم، وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد، أحد بني قيس بن ثعلبة، وانما سمي الحطم لقوله «قد لفها الليل بسواق حطم، وارتد سائر من بالبحرين من ربيعة، وأمروا عليهم ابنا للنعمانابن المنذر يقال له منذر، وأقام ابن الجارود، وهو بشر بن عمرو العبيدي ومن بايعه من قومه على الاسلام، وبلغ العلاء بن الحضرمي الخبر، فسار بالمسلمين حتى نزل جواثا، وهو حصن البحرين، فدلفت اليه ربيعة، فخرج اليها بمن معه من العرب والعجم، فقاتلها قتالا شديدا، وقتل الحطم وفض ذلك الجمع، فلحق المنذر بن النعمان، ومن نجا معه من فل ربيعة بالخط، فأتاها العلاء ففتحها وقتل المنذر ومن كان معه، ويقال: بل نجا فدخل المشقر وأرسل الماء حوله فلم يوصل اليه حتى صالح على أن يخلى المدينة فخلاها ولحق بمسيلمة فقتل معه، وتحصن المعكبر الفارسي صاحب كسرى الذي كان وجهه لقتل تميم حين عرضوا لعيره، واسمه دافيروز بن جشيش، بالزارة، وانظم اليه مجوس كانوا تجمعوا بالقطیف وامتنعوا من اداء الجزية، فأقام العلاء على الزارة فلم يفتحها في خلافة أبي بكر وفتحها في خلافة عمر، وذلك ان رجلا خرج منها مستأمنا فدل على شرب القوم وهو من العين الخارجة من الزارة، فسدها العلاء فلما رأوا ذلك صالحوه على ان له ثلث المدينة وثلث ما فيها من ذهب وفضة، وعلى ان يأخذ النصف مما كان لهم خارجا. وأتى الاخينس العامري، العلاء، فقال له: انهم لم يصالحوك عن ذراريهم وهم بدارین ودله كراز النكري على المخاضة اليهم، فلم يشعر أهل دارین الا بالتكبير، فخرجوا فقاتلوهم من ثلاثة أوجه، فقتلوا مقاتلتهم، وحووا الذراري والسبي، فلما رأى المكعبر ذلك أسلم، وبارز البراء ابن مالك، مرزبان الزارة فطعنه فوق صلبه وصرعه، ثم نزل اليه فقطع يديه وأخذ سواريه ويلقما كان عليه ومنطقة فخمسه عمر لكثرته وكان أول سلب خمس في الاسلام. ولم يزل العلاء على البحرين حتى توفي سنة عشرين، فولى عمر بن الخطاب مكانه أبا هريرة الدوسي، ويروى ان عمر ولي أبا هريرة قبل موت العلاء، فأتى العلاء توج من أرض فارس عازما على المقام بها، ثم رجع الى البحرين فمات هناك، ويروى عن أبي هريرة، انه قال استعملني عمر على البحرين فاجتمعت لي اثنا عشر ألفا، فلما قدمت عليه، قال لي: يا عدو الله وعدو كتابه، سرقت مال الله، فقلت: لست بعدو الله ولا لكتابه، ولكني عدو من عاداهما، ولكن خيلا تناتجت وسهاما اجتمعت، قال: فأخذ مني اثنى عشر ألفا.
قال المسعودی:
وطَسْمٌ وجَدِيس ابنا لاوذ بن إرم، وكانوا ينزلون اليمامة والبحرين.
قال الاصطخری:
فإنها من ناحيه نجد، ومدينتها هجر وهى أكثر تمورا، إلا أنها ليست من الحجاز، وهى على شط بحر فارس، وهى ديار القرامطه، ولها قرى كثيره وقبائل من مضر ذوو عدد قد احتفّوها، وليس بالحجاز مدینه بعد مکه والمدینه أكبر من الیمامه، ويليها فى الكبر وادى القرى، وهى ذات نخيل كثيره وعيون، والجار فرضه المدینه وهى على ثلاث مراحل من المدینه على شط البحر، وهى أصغر من جدّه.
قال ابن الفقیه:
القول في البحرين:
قال أبو عبيدة: بين البحرين واليمامة مسيرة عشرة أيّام، وبين هجر مدينة البحرين وبين البصرة مسيرة خمسة عشر يوما على الإبل، وهي الخطّ، والقطیف، والآرة، وهجر. والبينونة، والزارة، وجواثا، والسابور، ودارین، والغابة، وقصبة هجر الصّفا، والمشقّر، والشّبعان، والمسجد الجامع في المشقّر، وبين الصفا والمشقّر نهر يجري يقال له العين، ومن قرى البحرين: الحوس، والكثيب الأكبر، والكثيب الأصغر، وأرض نوح، وذو النار، والمالحة، والذّرائب، والبديّ، والخرصان، والسّهلة، والحوجر، والوجير، والطّربال، والمنسلخ، والمرزي، والمطلع، والشّطّ، والقرحاء، والرّميلة، والبحرة، والرّجراجة، والعرجة، فهذه قرى بني محارب بن عمرو بن وديعة، وقرى بني عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة أضعاف هذه. وبين مكّة والیمن عشرون يوما.
قال ابن حوقل:
وأمّا البحرين ومدنها وهى هجر والاحساء والقطیف والعقير وبيشه والخرج واوال وهى جزيره كان لأبى سعيد الحسن بن بهرام ولولده سلیمن بها الضريبه العظيمه على المراكب المجتازه بهم والى وقتنا هذا هى لمخلّفيهما ونسلهما ويكون نسل أبى سعيد لظهره بين مره ورجل نحو الأربع مائه نسمه، وبها أموال وعشور ووجوه مرافق وقوانين ومراصد وضروب مرسومه من الكلف الى ما يصل اليهم من باديه البصره والكوفه وطريق مکه بعد إقطاع ما بالبحرين من الضياع بضروب ثمارها ومزارعها من الحنطه والشعير والنخل لأتباعهم المعروفين كانوا بالمؤمنين ومبلغها نحو ثلثين ألف دينار وما عدا ذلك من المال والأمر والنهى والحلّ والعقد وما كان يصل اليهم من طريق مکه ومال عمان وما وصل اليهم من الرمله والشأم فمتساو فيه آراء ولد أبى سعيد الباقين ومفاوضه أبى محمّد سنبر بن الحسن بن سنبر وكان أكمل القوم وأشدّهم ثمّ تمكّنّا من نفسه، فإذا همّوا بقسمه ما يصل اليهم من مال السنه كان ذلك ليوم معلوم مذ لم يزالوا فيعزل منه الخمس بسهم صاحب الزمان والثلاثه الأخماس لولد أبى سعيد على قوانين وضعوها بينهم وكان الخمس الباقى للسنابره مسلّما الى أبى محمّد ليفرّقه فى ولد أبيه وولده ويكونون نحو عشرين رجلا، وكان ولد أبى طاهر فيهم يعظمون ويكرمون وكان أجلّهم سابور فلمّا قتله أعمامه تشتّتت كلمتهم وتغيّرت أحوالهم، وكان لهم من الثلاثه الأخماس مال معلوم دون الجرايات عليهم من الغنائم بحسب منازلهم دون ما لهم من الضياع والنعمه المختصّه بهم الى سنه ثمان وخمسين فإنّهم لمّا فتكوا بسابور استوحش بعضهم من بعض وانقبضوا عن الالتقاء بالجرعاء وغيرها، وكان من رسومهم ركوب مشايخهم وأولادهم فرادى فيجتمعون الى قبله الاحساء بالمكان المعروف بالجرعاء ويلعب أحداثهم بالرماح على خيولهم وينصرفون أفذاذا بغايه التواضع وقد لبسوا البياض لا غير، وكان من رسومهم أن تقع شوراهم بالجرعاء فیمن يخرجونه لما فدحهم وأهمّهم فإن اتّفق رأيهم على خروجهم بأجمعهم لم يتخلّفوا ونفذوا وتركوا فى البلد أوثقهم وأشفّهم منزله عندهم ولمّا أنفذوا قديما أبا علىّ بن أبى المنصور الى عمان وتعذّر عليه فتحها ساروا بأجمعهم اليها فافتتحوها، ولمّا أنفذوا أبا علىّ بن أبى المنصور الى الشأم وعاد عنها ظنّت به خيانه فيما صار اليه من الغنائم فردّ اليها كسرى بن أبى القسم وصخر بن أبى إسحاق فكان منهم مع أبى محمّد الحسن بن عبيد الله بن طغج ما سيرد فى مواضعه من أخبارهم وبالله القوّه، [ثمّ إنّ المطيع سلّ سخائمهم وسعى فى تألّف قلوبهم وجمع كلمتهم فى سنه ستّين على ما بلغنى سنه إحدى وستّين من مشافهه أبى الحسين علىّ بن أحمد الجزرىّ صاحب أبى الحسين علىّ بن محمّد بن الغمر ورأيته بصقلّيه وكأنّه ورد المغرب ليقرأ الأخبار بها وأخبرنى بأشياء كالسرّ عنده ثمّ خمش وجه الحديث وقال ومن بقى من العقدانيّه بالأحساء وغيرها هلكوا كلّهم،] وكان فى جملتهم رجال جلّه ذوو حلوم وعقول دون من صحبهم من الجفاه الاغتام الأغفال الطغام كبنى الغمر وأجلّهم كان المقيم بالجعفريّه من ظاهر البصره وهو أبو الحسين علىّ بن محمّد بن الغمر ويتلوه أخوه المقيم بالكوفه أبو طريف عدىّ بن محمّد بن الغمر وأبو الحسن علىّ بن أحمد بن بشر الحارثىّ المتولّى رجالهم وأموالهم من سائمتهم وكراعهم وكان المقيم فيهم الحدود على من وجبت منهم وكان قد ناهز المائه سنه، وثور بن ثور الكلابىّ صاحب جيشهم مسنّ أيضا كاف مع كبر سنّه وكان صاحب سراياهم الى كلّ مكان وكان أكبر منه حاله وأتمّ درايه أبو الحسن علىّ بن عثمن الكلابىّ كان يزعم أنّ سنيه مائه وعشرون سنه وكان ممّن لقى أبا زكريا الطمامىّ وشاهد دعوتهم الأولى وناموسهم القديم فصيح اللسان حسن البيان جرئ الجنان وترسّل لهم الى غير مكان وناب منابه قاضيهم ابن عرفه فى أسباب المراسله الى بنى حمدان وغيرهم [فعقد عليه بيعتهم وأخذ عليهم العهود بموالاتهم] وقد انتشر حبلهم وقلّ حولهم وفلّ حدّهم [بما جروا اليه من قتل سابور بن سليمان وأمورهم كالواقفه فيما بينهم]، وسمعت غير حاك فى سنى نيّف وخمسين يحكى عن أبى طريف عدىّ بن محمّد بن الغمر والقاضى ابن عرفه عن تقارب ألفاظهم فى القول أنّ سادتهم يتوزّعون من مال البصره والكوفه وما يقبضونه من الحجّاج ويرد عليهم من مال عمان والغنائم دون الخمس الخارج عنهم لصاحب الزمان ألف ألف دينار وربّما زادت المائه والمائتى ألف دينار.
قال الهمدانی:
ناحيه البحرين والیمامه الى نجد:
خيم وحفاف ويسر أودية قد ذكرناها. ذو الخال جبل مما يلي نجد من ناحية البحرين: ووادي الخزامى وأوعال وذات أوعال هضبة فيها وشل من ماء. اذرعات من حيز الشأم. الأنيعم وهو الأنعم وأورال والدخول وحومل وتوضح والمقراة ومأسل ودارة جلجل ماء، وعنيزة ووجرة وظبي ماء لكلب أيضاً، وعرعر واد لطيء، ضارج والعذيب وقطن وثيتل والستار ويذبل ومأسل جبال، كتيفة وتيماء هنالك تيماء منزل كثير النخل عادل عن محجة العراق وهو غير تيماء السموءل، أبان جبل في ديار بكر وتغلب، المجيمر جبل لبني نزارة، والغبيط أرض لفزارة، تيمر موضع، المشقّر بالبحرين نحو هجر وبه نخل لا يبرح الماء في أصوله، وشابة والعميم وغضور والغميم بالغين ما بين مرّ وعسفان، والغضور حشيش وحمل وأعفر جبلان نحو عالج، تاذق وطرطر وبر بعيص وميسر مواضع في بلد طيء، وطرطر في بلد حكم أيضاً، وشوط وحية من بلاد طيء، وزيمر جبل، دفار في أسفل نجران، ودقار بالقاف بناحية يذبل متالع شامان. وينوف والقواعل جبلان يقال عقاب ينوف وعقاب ملاع فيضاف إلى ينوف وإلى ملاعها كما يقال عقبان الشّريف وعجزاء السُّلي وعنقاء مغرب أي مبعد، جو ومسطح في بلد طيء، شتا عسل لطيء، مخطط موضع، اللجُّ أيضاً موضع خوعي في بلد يربوع، أثال وذو أورال موضع عسعس وغول والعس محال كندة، الأثمد موضع، والغول موضع فيه فرق منفردو، الأوداء ماء لضبة إلى ما يصلى نطاع، لماص لطيء، أسيس وحاقة بين البحرين وبني أسد، عماية وجواثا وصاحتان وثعالة وأخرب وصاحة كل هذه مواضع بالبحرين، إير جبل شريب ومطرق وماذق في ديار ربيعة، أثال والأصهب ماءان بالستار، الذنابات آكام هنالك وأدمات وأم أوعال هضبة هناك.
قال حدود العالم:
قصبة مكتظة بالسكان ذات مدن و قرى و مواضع عامرة.
قال المقدسی:
بحرين هجر
قال اسحاق بن الحسین المنجم:
مدينة البحرين:
«و هي في الإقليم الثاني. و هي في أول الیمن. و هي مدينة جليلة. و الماء فيها قريب يحفر باليد. و بها نخيل و رمّان و أترنج و تين. و لا يمشون إلّا في الغداة و العشي، لحر الأرض. و بها جبال عظيمة من رمال، تسوقها الرياح، و ربما علت على بلدانهم. و كان بين البحرين و عمان فيما تقدم، طريق قطعته جبال الرمال، فلا يتوصل من البحرين إلى عمان إلّا على البحر . و بها جبلان عظيمان ، و بين البحر و بينهما مسيرة عشرة أيام. و هجر هي قاعدة البحرين، و اهلها عرب، و هم الذين وفدوا على رسول اللّه، صلى اللّه عليه و على آله و سلّم .
قال ناصر خسرو:
وَ هِي جَزِيرَه طولهَا خَمْسَه عشر فرسخا والبحرين مدینه كَبِيرَه أَيْضا بهَا نخل كثير ويستخرجون من هَذَا الْبَحْر اللُّؤْلُؤ ولسلاطين الحسا نصف مَا يَسْتَخْرِجهُ الغواصون مِنْهُ وَإِذا سَار الْمُسَافِر جنوب الحسا يبلغ عمان وَهِي فِي بِلَاد الْعَرَب وَثَلَاثَه جَوَانِب مِنْهَا صحراء لَا يُمكن اجتيازها وَولَايَه عمان ثَمَانُون فرسخا فِي مثلهَا وَهِي حاره الجو وَيكثر بهَا الْجَوْز الْهِنْدِيّ الْمُسَمّى نارجيل وَإِذا أبحر الْمُسَافِر من عمان نَحْو الشرق يبلغ شاطئ كيش ومكران وَإِذا سَار جنوبا يبلغ عدن فَإِذا سَار فِي الْجَانِب الآخر يبلغ فَارس وَفِي الحسا تمر كثير حَتَّى أَنهم يسمنون بِهِ الْمَوَاشِي وَيَأْتِي وَقت يُبَاع فِيهِ أَكثر من ألف من بِدِينَار وَاحِد وَحين يسير الْمُسَافِر من الحسا إِلَى الشمَال سَبْعَه فراسخ يبلغ جِهَه القطیف
قال البکری الاندلسی:
بفتح أوّله، على وزن فعلان: معدن بالحجاز، مذكور فى رسم الفرع. و غزوة بحران: من غزوات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم التى لم يكن فيها قتال، و هى إحدى عشرة.
قال البکری الاندلسی ایضاً:
تثنية بحر، و هو بلد مشهور، بين البصرة و عمان، صالح أهله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أمّر عليهم العلاء بن الحضرمىّ، و بعث أبا عبيدة يأتى بجزيتها، فقدم بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافوا صلاة الفجر مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلمّا انصرف تعرّضوا له، فتبسّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال: أظنّكم سمعتم أنّ أبا عبيدة قدم بشىء، قالوا: أجل يا رسول اللّه، قال: فأبشروا و أمّلوا ما يسرّكم، فو الذي نفسى بيده ما الفقر أخشى عليكم، و لكن أخشى أن تبسط عليكم الدّنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم.
قال الزمخشری:
موضع، وقيل بحران معدن بالحجاز من ناحيه الفُرّع.
قال الزمخشری ایضاً:
موضع بين البصره وعمان، يقال. هذه البحران، وانتهينا الى البحرين بدر: ماء بين مکه والمدینه، وقيل: كان لرجل يسمى بدراً فنسب اليه.
قال الزمخشری ایضاً:
قال الأزهري انما ثنوا البحرين لان في ناحيه قراها بحيره على باب الأحساء، وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر عشره فراسخ وهذه البحيره ثلاثه أميال في مثلها، ولا يغيض ماؤها، وماؤها راكد زعاف.
قال الزمخشری ایضاً:
بناحيه الفرع والمدینه ثمانيه برد.
قال الادریسی:
ومدن البحرين منها هجر وحمص والقطیف والأحساء وبیشه والزاره والخط التي تنسب إليها الرماح الخطية وسميت البحرين جزیره أوال وذلك أن جزیره أوال بينها وبين بر فارس مجرى ومنها إلى بر العرب مجرى وهي ستة أميال طولا وستة أميال عرضا ومنها إلى البصره خمسمائة ميل وأربعون ميلا لأن أيضا من جزیره أوال إلى جزيرة خارك مئتان وأربعون ميلا.
قال الحازمی الهمدانی:
بعد الباء حاء مهمله -: موضعٌ بناحيه الفرع قال الواقدي وقال: بين الفرع والمدینه ثمانيه برد. وقال ابن إسحاق: هو معدن بالحجاز، في ناحيه الفرع وذلك المعدن للحجاج بن علاط البهزي. وقال ابن إسحاق في سريه عبد الله بن جحش: فسلك على طريق الحجاز، حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران، أضل سعد بن أبي وقاص، وعتبه بن غزوان بعيراً لهما كانا يتعقبانه - وذكر القصه - كذا قيده ابن الفرات بفتح الباء في موضعٌ وقد قيده في مواضع بضمّ الباء وهو المشهور.
قال الحازمی الهمدانی ایضاً:
فإنما ذكرناه لأنه يلتبس بالنجراني في باب النسبه، والقصد رفع الالتباس وذكر أبو عبيد عن أبي محمّد اليزيدي قال: سألني المهدي وسأل الكسائي عن السبه إلى البحرين وإلى حصنين، لم قالوا: حصني وبحراني؟ فقال الكسائي: كرهوا أن يقولوا حصناني، لاجتماع النونين. قال: وقلت أنا: كرهوا أن يقولوا بحري فيشبه النسبه إلى البحر. قال الأزهري: وإنما ثنوا البحرين لأن في ناحيه قراها بحيره على باب الأحساء وقرى هجر، بينها وبين البحر الأخضر عشره فراسخ، وقدرت البحيره ثلاثه أميال في مثلها ولا يغيض ماؤها وماؤها راكد زعاق.
قال الحازمی الهمدانی ایضاً:
فأوله باء موحّده وحاء مهمله -: في ديار سليم بناحيه الفرع، به معدن وفي الحديث: سار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى بحران، يقصد قوماً من سليم، فأقام أياماً ولم يلق كيداً.
قال الحازمی الهمدانی ایضاً:
قال الأصمعي: إنما سميت البحرين لأنهما عينان بينهما مسيره ثلاث إحداهما محلم، والأخرى قضبى، وهي خبيثه الماء، على إحداهما هجر، وعلى الأخرى قطیف وهي الخط.
قال یاقوت الحموی:
هكذا يتلفظ بها في حال الرفع والنصب والجر، ولم يسمع على لفظ المرفوع من أحد منهم، إلّا أن الزمخشري قد حكى أنه بلفظ التثنيه فيقولون: هذه البحران وانتهينا الى البحرين، ولم يبلغني من جهه أخرى، وقال صاحب الزيج: البحرين في الإقليم الثاني، وطولها أربع وسبعون درجه وعشرون دقيقه من المغرب، وعرضها أربع وعشرون درجه وخمس وأربعون دقيقه، وقال قوم: هي من الإقليم الثالث وعرضها أربع وثلاثون درجه، وهو اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصره وعمان، قيل هي قصبه هجر، وقيل: هجر قصبه البحرين وقد عدّها قوم من الیمن وجعلها آخرون قصبه برأسها.
وفيها عيون ومياه وبلاد واسعه، وربما عدّ بعضهم الیمامه من أعمالها والصحيح أن الیمامه عمل برأسه في وسط الطريق بين مکه والبحرين.
روى ابن عباس: البحرين من أعمال العراق وحدّه من عمان ناحيه جرّفار، والیمامه على جبالها وربما ضمّت الیمامه الى المدینه وربما أفردت، هذا كان في أيام بني أميّه، فلما ولي بنو العباس صيّروا عمان والبحرين والیمامه عملا واحدا، قاله ابن الفقيه، وقال أبو عبيده: بين البحرين والیمامه مسيره عشره أيام وبين هجر مدینه البحرين والبصره مسيره خمسه عشر يوما على الإبل، وبينها وبين عمان مسيره شهر، قال: والبحرين هي الخطّ والقطیف والآره وهجر وبینونه والزاره وجواثا والسابور ودارین والغابه، قال: وقصبه هجر الصّفا والمشقّر، وقال أبو بكر محمد بن القاسم: في اشتقاق البحرين وجهان: يجوز أن يكون مأخوذا من قول العرب بحرت الناقه إذا شقّقت أذنها، والبحيره: المشقوقه الأذن من قول الله تعالى: ما جعل الله من بحيره ولا سائبه ولا وصيله ولا حامٍ 5: 103، والسائبه معناها: ان الرجل في الجاهليه كان يسيب من ماله فيذهب به الى سدنه الآلهه، ويقال: السائبه الناقه التي كانت إذا ولدت عشره أبطن كلهن إناث سيبت فلم تركب ولم يجزّ لها وبر وبحرت أذن ابنتها أي خرقت. والبحيره: هي ابنه السائبه، وهي تجري عندهم مجرى أمّها في التحريم، قال: ويجوز ان يكون البحرين من قول العرب: قد بحر البعير بحرا إذا أولع بالماء فأصابه منه داء، ويقال: قد أبحرت الروضه إبحارا إذا كثر إنقاع الماء فيها فأنبت النبات، ويقال للروضه: البحره، ويقال للدم الذي ليست فيه صفره: دم باحريّ وبحرانيّ، قلت: هذا كله تعسف لا يشبه ان يكون اشتقاقا للبحرين، والصحيح عندنا ما ذكره أبو منصور الأزهري، قال: انما سمّوا البحرين لأن في ناحيه قراها بحيره على باب الأحساء، وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر عشره فراسخ، قال: وقدرت هذه البحيره ثلاثه أميال في مثلها، ولا يفيض ماؤها، وماؤها راكد زعاق، وقال أبو محمد اليزيدي: سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبه الى البحرين والى حصنين لم قالوا حصنيّ وبحرانيّ؟ فقال الكسائي: كرهوا أن يقولوا حصنانيّ لاجتماع النونين، وانما قلت: كرهوا أن يقولوا بحريّ فتشبه النسبه الى البحر، وفي قصتها طول ذكرتها في أخبار اليزيدي من كتابي في أخبار الأدباء، وينسب الى البحرين قوم من أهل العلم، منهم محمد بن معمّر البحراني بصريّ ثقه حدّث عنه البخاري، والعباس ابن يزيد بن أبي حبيب البحراني، يعرف بعبّاسويه، حدث عن خالد بن الحارث وابن عيينه ويزيد بن زريع وغيرهم، روى عنه الباغندي وابن صاعد وابن مخلد، وهو من الثقات، مات سنه 258، وزكرياء بن عطيه البحراني وغيرهم. واما فتحها فإنها كانت في مملكه الفرس وكان بها خلق كثير من عبد القيس وبكر بن وائل وتميم مقيمين في باديتها، وكان بها من قبل الفرس المنذر بن ساوي بن عبد الله ابن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظله بن مالك بن زيد مناه بن تميم، وعبد الله بن زيد هذا هو الأسبذي، نسب الى قريه بهجر، وقد ذكر في موضعه. فلما كانت سنه ثمان للهجره وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، العلاء بن عبد الله بن عماد الحضرمي حليف بني عبد شمس الى البحرين ليدعو أهلها الى الإسلام أو الى الجزيه، وكتب معه الى المنذر بن ساوي والى سيبخت مرزبان هجر يدعوهما الى الإسلام أو الى الجزيه، فأسلما وأسلم معهما جميع العرب هناك وبعض العجم. فأما أهل الأرض من المجوس واليهود والنصارى فإنهم صالحوا العلاء وكتب بينهم وبينه كتابا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم- هذا ما صالح عليه العلاء بن الحضرمي أهل البحرين، صالحهم على أن يكفونا العمل ويقاسمونا الثمر، فمن لا يفي بهذا فعليه لعنه الله والملائكه والناس أجمعين. وأما جزيه الرؤوس فانه أخذ لها من كل حالم دينارا. وقد قيل: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجّه العلاء حين وجّه رسله الى الملوك في سنه ستّ. وروي عن العلاء أنه قال: بعثني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الى البحرين، أو قال: هجر، وكنت آتي الحائط بين الأخوّه، قد أسلم بعضهم، فآخذ من المسلم العشر ومن المشرك الخراج. وقال قتاده: لم يكن بالبحرين قتال، ولكن بعضهم أسلم وبعضهم صالح العلاء على أنصاف الحب والتمر. وقال سعيد بن المسيب: أخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الجزيه من مجوس هجر، وأخذها عمر من مجوس فارس، وأخذها عثمان من بربر. وبعث العلاء بن الحضرمي الى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مالا من البحرين يكون ثمانين ألفا، ما أتاه أكثر منه قبله ولا بعده، أعطى منه العباس عمه. قالوا: وعزل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، العلاء وولّى البحرين أبان بن سعيد ابن العاصي بن أميه، وقيل إن العلاء كان على ناحيه من البحرين منها القطیف، وأبان على ناحيه فيها الخط، والأول أثبت، فلما توفي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أخرج أبان من البحرين فأتى المدینه، فسأل أهل البحرين أبا بكر أن يردّ العلاء عليهم ففعل، فيقال: إن العلاء لم يزل واليا عليهم حتى توفي سنه 20، فولّى عمر مكانه أبا هريره الدوسي، ويقال: ان عمر ولّى أبا هريره قبل موت العلاء فأتى العلاء توّج من أرض فارس وعزم على المقام بها ثم رجع الى البحرين فأقام هناك حتى مات، فكان أبو هريره يقول: دفنّا العلاء ثم احتجنا الى رفع لبنه فرفعناها فلم نجد العلاء في اللحد. وقال أبو مخنف: كتب عمر بن الخطاب الى العلاء بن الحضرمي يستقدمه وولى عثمان بن أبي العاصي البحرين مكانه وعمان، فلما قدم العلاء المدینه ولّاه البصره مكان عتبه بن غزوان فلم يصل إليها حتى مات، ودفن في طريق البصره في سنه 14 أو في أول سنه 15، ثم ان عمر ولى قدامه ابن مظعون الجمحي جبايه البحرين وولى أبا هريره الصلاه والاحداث، ثم عزل قدامه وحدّه على شرب الخمر، وولى أبا هريره الجبايه مع الاحداث، ثم عزله وقاسمه ماله، ثم ولى عثمان بن أبي العاصي عمان والبحرين فمات عمر وهو واليهما، وسار عثمان الى فارس ففتحها وكان خليفته على عمان والبحرين وهو بفارس أخاه مغيره بن أبي العاصي. وروى محمد بن سيرين عن أبي هريره قال: استعملني عمر بن الخطاب على البحرين فاجتمعت لي اثنا عشر ألفا، فلما قدمت على عمر قال لي: يا عدو الله والمسلمين، أو قال: عدو كتابه، سرقت مال الله، قال قلت: لست بعدو الله ولا المسلمين، أو قال: عدو كتابه، ولكني عدوّ من عاداهما، قال: فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال؟ قلت:
خيل لي تناتجت وسهام اجتمعت، قال: فأخذ منى اثني عشر ألفا، فلما صلّيت الغداه قلت: اللهم اغفر لعمر، قال: وكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك، حتى إذا كان بعد ذلك قال: ألا تعمل يا أبا هريره؟ قلت: لا، قال: ولم وقد عمل من هو خير منك يوسف؟ قال اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم، قلت: يوسف نبي ابن نبي وأنا أبو هريره ابن أميه وأخاف منكم ثلاثا واثنتين، فقال: هلا قلت خمسا؟ قلت: أخشى أن تضربوا ظهري وتشتموا عرضي وتأخذوا مالي، وأكره أن أقول بغير علم وأحكم بغير حلم. ومات المنذر بن ساوي بعد وفاه النبي، صلى الله عليه وسلم، بقليل وارتد من بالبحرين من ولد قيس بن ثعلبه بن عكابه مع الحطم وهو شريح بن ضبيعه بن عمرو بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبه، وارتدّ كلّ من بالبحرين من ربيعه خلا الجارود بن بشر العبدي ومن تابعه من قومه، وأمّروا عليهم ابنا للنعمانبن المنذر يقال له المنذر، فسار الحطم حتى لحق بربيعه فانضمت اليه ربيعه فخرج العلاء عليهم بمن انضمّ اليه من العرب والعجم، فقاتلهم قتالا شديدا، ثم ان المسلمين لجؤوا الى حصن جواثا، فحاصرهم فيه عدوهم، ففي ذلك يقول عبد الله ابن حذف الكلابي:
ألا أبلغ أبا بكر ألوكا، وفتيان المدینه أجمعينا
فهل لك في شباب منك أمسوا أسارى في جواث محاصرينا
ثم ان العلاء عني بالحطم ومن معه وصابره وهما متناصفان، فسمع في ليله في عسكر الحطم ضوضاء، فأرسل اليه من يأتيه بالخبر، فرجع الرسول فأخبره أن القوم قد شربوا وثملوا، فخرج بالمسلمين فبيّت ربيعه فقاتلوا قتالا شديدا فقتل الحطم. قالوا: وكان المنذر بن النعمانيسمى الغرور، فلما ظهر المسلمون قال: لست بالغرور ولكني المغرور، ولحق هو وفلّ ربيعه بالخط فأتاها العلاء وفتحها، وقتل المنذر معه، وقيل: بل قتل المنذر يوم جواثا، وقيل: بل استأمن ثم هرب فلحق فقتل، وكان العلاء كتب الى أبي بكر يستمده فكتب أبو بكر الى خالد بن الوليد وهو بالیمامه يأمره بالنهوض اليه، فقدم عليه وقد قتل الحطم، ثم أتاه كتاب أبي بكر بالشخوص الى العراق فشخص من البحرين، وذلك في سنه 12، فقالوا: وتحصن المكعبر الفارسي صاحب كسرى الذي وجهه لقتل بني تميم حين عرضوا لعيره بالزاره، وانضمّ اليه مجوس كانوا تجمّعوا بالقطیف وامتنعوا من أداء الجزيه، فأقام العلاء على الزاره فلم يفتحها في خلافه أبي بكر وفتحها في خلافه عمر، وقتل المكعبر، وانما سمي المكعبر لأنه كان يكعبر الايدي، فلما قتل قيل ما زال يكعبر حتى كعبر، فسمي المكعبر، بفتح الباء، وكان الذي قتله البراء بن مالك الأنصاري أخو أنس بن مالك. وفتح العلاء السابور ودارین في خلافه عمر عنوه.
قال الحمیری:
بلاد البحرين : هي بلاد واسعة شرقيها ساحل البحر، و جوفها متصل باليمامة، و شمالها متصل بالبصرة، و جنوبها متصل ببلاد عمان، و قاعدتها هجر، و أهلها عبد القيس. و من بلاد البحرين الاحساء و القطیف و بيشة و الزارة و الخطّ الذي تنسب إليه الرماح الخطية و غيرها. و هي بلاد سهلة كثيرة الأنهار و العيون عذبة الماء ينبطون الماء على القامة و القامتين، و الحناء و القطن على شطوط أنهارها بمنزلة السوسن، و هي كثيرة النخل و الفواكه، و لها تمر إذا انتبذ و شرب اصفرت الثياب من عرقه، و بساتينهم على نحو ميل منها و لا يأتونها إلا غدوا أو رواحا لا فراط حرّ الرمضاء و ان حوافر الدواب تسقط فيها إذا احتدمت، و هي مخصوصة بتعظيم الطحال و لذلك قال بعض الشعراء:
و من يسكن البحرين يعظم طحاله و يغبط بما في بطنه و هو جائع
الحميري:
و لها مدن كثيرة. و بلاد البحرين منهالة الكثبان جارية الرمل حتى يسكروه بسعف النخل و ربما غلب عليهم في منازلهم، فإذا أعياهم حملوا النقوض و تحولوا، و قد كان من البحرين إلى عمان طريق فغلب عليه الرمل و منع من سلوكه فلا يوصل اليوم من البحرين إلى عمان إلا في البحر. و في البحرين على طريق البصرة جزائر مسيرة يومين و ثلاثة و فيها آثار و بناء و خرابات يرفئ فيها أصحاب السفن إذا هاجت الرياح و في تلك الجزائر صيد كثير و في جزيرة خارك منها جزر غليظ يقطع بالقدوم لغلظه، و ميرة البحرين تجلب إليها من فارس، و يقال إن اليمامة و البحرين و القريتين و ما يليها كانت لطسم وجديس، و في اليمامة كانت زرقاء اليمامة، و سيأتي ذكر ذلك إن شاء اللّه تعالى في حرف الياء.
و لما سار حسان بن تبان أسعد أبو يكرب ملك الیمن بأهل الیمن يريد أن يطأ بهم أرض العرب و أرض الأعاجم حتى إذا كانوا بالبحرين كرهت حمير و قبائل الیمن المسير معه و أرادوا الرجعة إلى بلادهم إلى آخر الخبر، ذكره ابن إسحاق .
و بها كان خروج أبي فديك الخارجي تغلب عليها سنة اثنتين و سبعين، و وجه إليه عبد الملك بن مروان عشرين ألفا من أهل البصرة و الكوفة و كانت بينهم معركة عظيمة و حمل إليه أهل المصرين حتى استباحوا عسكر الخوارج و قتلوا أبا فديك و حصروهم في المشقر فنزلوا على الحكم فقتل منهم ستة آلاف و أسر ثمانمائة .
المصادر:
↑ البلاذری ، فتوح البلدان، ص ٩١-٨٥، ص ١٢٥-١١٣.
↑ ابن خردادبه ، المسالک و الممالک ، ص ١٥٢.
↑ قدامه بن جعفر ، الخراج و صناعه الکتاب ، ص ١٨١، ٢٨٠-٢٧٨ ، ص ١٦٠.
↑ المسعودی، مروج الذهب و معادن الجوهر ،المجلد1، ص53 .
↑ االاصطخری ، المسالك والممالك ، ص ٢٣.
↑ ابن الفقیه ، البلدان ، ص ٨٩.
↑ ابن حوقل ، صوره الارض ، ص ٣٤-٣٣.
↑ الهمدانی ، صفة جزيرة العرب ، ص ١٧٧.
↑ حدود العالم ، ص ١٧٣.
↑ المقدسی، احسن التقاسیم فی معرفه الاقالیم، ص 30،المجلد 1، ص 42.
↑ اسحاق بن الحسین المنجم ، آکام المرجان فی ذکر المدائن المشهوره فی کل مکان ، ص ٥٥.
↑ ناصر خسرو ، سفرنامه ناصر خسرو ، ص ١٤٤.
↑ البکری الاندلسی ، معجم ما استعجم من اسماء البلاد و المواضع ، المجلد ١، ص ٢٢٨.
↑ زمخشری ، الجبال و الأمکنه و المیاه ، ص ٥٣،٥٦، 61،62.
↑ ادریسی ، نزهه المشتاق في اختراق الآفاق ، المجلد ١، ص ٣٨٦.
↑ الحازمی الهمدانی ، الاماكن او ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الامكنه ، ص ١٠٣، 104، 879، 880.
↑ یاقوت الحموی ، معجم البلدان، جلد ١،٣٤٨-٣٤٦،٣٤١،المجلد ١، ص ٤٣٧، ٤٤٦-٤٤٣.
↑ عبد المومن البغدادی ، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع ، المجلد ١، ص ١٦٧.
↑ ابن بطوطه ، رحله ابن بطوطه، المجلد ١، ص ٢١٤ ، المجلد ١، ص ٣٤٠.
↑ ابوعبدالله عبد المنعم الحمیری ، الروض المعطار فی خبر الاقطار ، ص ٨٢.
عمان
قال البلاذری:
قالوا: كان الأغلبين على عمان الأزد و كان بها من غيرهم بشر كثير فى البوادي فلما كانت سنه ثمان بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا زيد الأنصارى أحد الخزرج، و هو أحد من جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و اسمه فيما ذكر الكلبي: قيس بن سكن بن زيد بن حرام، و قال بعض البصريين اسمه عمرو بن أخطب، جد عروه بن ثابت بن عمرو ابن أخطب، و قال سعيد بن أوس الأنصارى: اسمه ثابت بن زيد، و بعث عمرو بن العاصي السهمي إلى عبيد، و جيفر ابني الجلندى بكتاب منه يدعوهما فيه إلى الإسلام، و قال: إن أجاب القوم إلى شهاده الحق، و أطاعوا اللّه و رسوله فعمرو الأمير و أبو زيد على الصلاه، و أخذ الإسلام على الناس و تعليمهم القرآن و السنن، فلما قدم أبو زيد، و عمرو عمان و جدا عبيدا، و جيفرا بصحار على ساحل البحر، فأوصلا كتاب النبي صلى اللّه عليه و سلم إليهما فأسلما و دعوا العرب هناك إلى الإسلام فأجابوا إليه و رغبوا فيه، فلم يزل عمرو و أبو زيد بعمان حتى قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: إن أبا زيد قدم المدينه قبل ذلك. قالوا: و لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ارتدت الأزد و عليها لقيط بن مالك ذو التاج و انحازت إلى دبا و بعضهم يقول دما فى دبا فوجه أبو بكر رضى اللّه عنه إليهم حذيفه بن محصن البارقي من الأزد، و عكرمه ابن أبى جهل ابن هشام المخزومي، فواقعا لقيطا و من معه فقتلاه و سبيا من أهل دبا سبيا بعثا به إلى أبى بكر رحمه اللّه، ثم أن الأزد راجعت الإسلام و ارتدت طوائف من أهل عمان و لحقوا بالشحر فسار إليهم عكرمه فظفر بهم و أصاب منهم مغنما و قتل بشرا، و جمع قوم من مهره بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعه جمعا فأتاهم عكرمه فلم يقاتلوه و أدوا الصدقه، و ولى أبو بكر رضى اللّه عنه حذيفه بن محصن عمان، فمات أبو بكر و هو عليها، و صرف عكرمه و وجه إلى اليمن. و لم تزل عمان مستقيمه الأمر يؤدى أهلها صدقات أموالها، و يؤخذ ممن بها من الذمه جزيه رؤسهم حتى كانت خلافه الرشيد صلوات اللّه عليه فولاها عيسى بن جعفر بن سليمان بن على بن عبد اللّه بن العباس، فخرج إليها بأهل البصره فجعلوا يفجرون بالنساء و يسلبونهم و يظهرون المعازف فبلغ ذلك أهل عمان و جلهم شراه، فحاربوه و منعوه من دخولها، ثم قدروا عليه فقتلوه و صلبوه و امتنعوا على السلطان فلم يعطوه طاعه، و ولوا أمرهم رجلا منهم، و قد قال قوم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان وجه أبا زيد بكتابه إلى عبيد، و جيفر ابني الجلندى الأزديين فى سنه ست و وجه عمرا فى سنه ثمان بعد إسلامه بقليل، و كان إسلامه، و إسلام خالد بن الوليد، و عثمان بن طلحه العبدى فى صفر سنه ثمان أقبل من الحبشه حتى أتى إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لأبى زيد: خذ الصدقه من المسلمين و الجزيه من المجوسحدثني أبو الحسن المدائني عن المبارك بن فضاله، قال: كتب عمر ابن عبد العزيز إلى عدى بن أرطاه الفزاري عامله على البصره. «أما بعد» فإنى كنت كتبت إلى عمرو بن عبد اللّه أن يقسم ما وجد بعمان من عشور التمر و الحب فى فقراء أهلها، و من سقط إليها من أهل الباديه، و من إضافته إليها الحاجه و المسكنه و انقطاع السبيل، فكتب إلى أنه سأل عاملك قبله عن ذلك الطعام و التمر فذكر أنه قد باعه و حمل إليك ثمنه، فأردد إلى عمرو ما كان حمل إليك عاملك على عمان من ثمن التمر و الحب ليضعه فى المواضع التي أمرته بها و يصرفه فيها إن شاء اللّه و السلام.
قال ابن خرداذبه:
عمان الى مكّه على الساحل:
الطريق من عمان الى مكّه على الساحل: من عمان الى فرق، ثم الى عوكلان، ثم الى ساحل هباه، ثم الى الشحر وهى بلاد الكندر، قال الشاعر اذهب إلى الشحر ودع عمانا إلّا تجد تمرا تجد لبانا ثم الى مخلاف كنده، ثم الى مخلاف عبد الله بن مذحج، ثم الى مخلاف لحج، ثم الى عدن أبين، ثم الى مغاض اللؤلؤ، ثم الى مخلاف بنى مجيد، ثم الى المنجله، ثم الى مخلاف الرّكب، ثم الى المندب، ثم الى مخلاف زبيد، ثم الى غلافقه، ثم الى مخلاف عكّ، ثم الى الحرده، ثم الى مخلاف حكم، ثم الى عثر، ثم الى مرسى ضنكان، ثم الى مرسى حلى، ثم الى السّرّين، ثم الى اغيار، ثم الى الهرجاب، ثم الى الشّعيبه، ثم الى منزل، ثم الى جدّه، ثم الى مكّه.
قال قدامه بن جعفر:
عمان الى مكه: وأما من عمان الى مكة فعلى طريق الساحل المنازل: فرق، عركلان، ساحل مناة بلاد الشحر، مخاليف كندة، مخاليف عبد الله بن مذحج في الاصل: مدحج مخلاف لحج، أبين، عدن، مغاص اللؤلؤ، مخلاف بني مجيد، المنجلة، مخلاف الركب، المندب، مخلاف ربيع زبيد، مخلاف عك، الحردة، مخلاف الحكم، عثر.فمن أراد طريق الجادة أخذ من عثر الى القريتين ثم جاز على طريق الجادة المخاليف، و من أراد الساحل أخذ من عثر الى مرسى ضنكان ثم مرسى حلي، ثم السّرين ثم اغيار، ثم الهرجان، ثم الشعيبة، ثم منزل، ثم جدة، ثم مكة.
قال قدامه بن جعفر ایضا:
و مقاطعة عمان من العين ثلاثمائة ألف دينار.
قال قدامه بن جعفر ایضا:
لما كانت سنة ثمان من الهجرة، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا زيد الانصاري، و اسمه فيما ذكر الكلبي، قيس بن يزيد ابن حزام، و قال: غيره غير ذلك، و هو أحد من كان يجمع القرآن على عهد رسول الله عليه السلام الى عمان، وكان الاغلبيين عليها الازد، وكان بها من غيرهم بشر كثير في البوادي وبعث عمرو بن العاص السهمي، الى عبيد، وجيفر ابني الجلندي، بكتاب منه يدعوهما الى الاسلام، وقال: ان أجاب القوم الى شهادة الحق، وأطاعوا الله ورسوله فعمرو الامير وابو زيد على الصلاة، وأخذ شرائع الاسلام على الناس، فلما قدم أبو زيد و عمرو، عمان وجدا عبيدا وجيفرا بصحار على ساحل البحر فأوصلا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم اليهما، فأسلما ودعوا العرب هناك الى الاسلام فأجابوا اليه ورغبوا فيه، فلم يزل عمرو وأبو زيد بعمان، الى ان قبض رسول الله. ويقال: ان أبا زيد قدم المدينة قبل ذلك. ثم ارتدت الازد، عند وفاة النبي عليه السلام وعليها لقيط بن مالك ذو التاج، وانحازت الى دبا فوجه أبو بكر اليهم حذيفة بن محصن البارقي من الازد، وعكرمة بن أبي جهل بن هشام المخزومي، فواقعا لقيطا ومن معه، فقتلاه وسبيا من أهل دبا سبيا بعثا به الى أبي بكر.
ثم ان الازد رجعت الى الاسلام، وارتدت طوائف من أهل عمان، ولحقوا بالشجر فسار اليهم عكرمة فظفر بهم وأصاب منهم مغنما وقتل منهم بشرا وجمع منهم قوما من مهرة بن حيدان جمعا، فأتاهم عكرمة فلم يقاتلوه وأدوا الصدقة، وولى أبو بكر حذيفة بن محصن عمان فمات أبو بكر وهو وال عليها، ثم صرف و وجه الى اليمن. ولم تزل عمان مستقيمة الامر يؤدي أهلها صدقات أموالهم ويؤخذ ممن بها من الذمة جزية رؤوسهم الى ان كانت خلافة الرشيد، فولاها عيسى بن جعفر بن سلمان بن علي بن العباس فخرج اليها بأهل البصرة، فجعلوا يفجرون بالنساء ويسلبونهن ويظهرون المعازف في طريقهم، فبلغ ذلك أهل عمان، وجلّهم شراة فحاربوه ومنعوه من دخولها. ثم قدروا عليه فقتلوه وصلبوه، و امتنعوا على السلطان فلم يعطوه طاعة وولوا أمرهم رجلا منهم. وذكر المدائني: ان عمر بن الخطاب كتب الى عامله بقسمة ما يؤخذ من عشور التمر والحب بعمان في فقراء أهلها. ومن سقط اليها من أهل البادية ومن أضافته اليها الحاجة والمسكنة وانقطاع السبل.
قال ابن حوقل:
و عمان ناحيه ذات أقاليم مستقلّه بأهلها فسحه كثيره النخل و الفواكه الجروميّه من الموز و الرمّان و النبق و نحو ذلك و قصبتها صحار و هى على البحر و بها من التجّار والتجاره ما لا يحصى كثره و هى أعمر مدينه بعمان و أكثرها مالا و لا يكاد يعرف على شطّ بحر فارس بجميع الإسلام مدينه أكثر عماره و مالا من صحار و لها مدن كثيره و يقال أنّ حدود أعمالها ثلثمائه فرسخ، و كان الغالب عليها الشراه الى أن وقع بينهم و بين طائفه من بنى سامه بن لؤىّ و هم فى أكثر تلك النواحى فخرج منهم رجل يعرف بمحمّد بن القسم السامىّ الى المعتضد فاستنجده عليهم فبعث معه بابن ثور ففتح عمان للمعتضد وأقام بها الخطبه له وانحازت الشراه الى ناحيه لهم تعرف بنزوى الى يومنا هذا بها إمامهم وبيت مالهم وجماعتهم على غدر فيهم شديد وغيله ظاهره بالجميع، وعمان بلاد حارّه جروميّه و بلغنى أنّ بمكان منها بعيد من البحر ربّما وقع ثلج رقيق و لم أر من شاهد ذلك إلّا بالبلاغ.
قال صاحب حدود العالم:
مدينة عظيمة على ساحل البحر، بها تجار كثيرون، و هي فرضة جميع العالم، و لا توجد في العالم مدينة لتجارها من الثراء ما لتجار عمان. تقع إليها تجارات المشرق و المغرب و الجنوب و الشمال حيث تحمل من هناك إلى الآفاق.
قال المقدسی:
عمان:
ثم مرسى عمان ردىّ مهلك
قال المقدسی ایضا:
مدينه بفلسطين.
قال المقدسی ایضا:
عمان صحار مزون
عمان، صحار، مزون.
قال المقدسی ایضا:
واما عمان فقصبتها صحار و مدنها: نزوه، السّرّ، ضنك حفيت، دبا، سلوت، جلّفار، سمد، لسيا، ملح.
قال المقدسی ایضا:
كوره جليله تكون ثمانين فرسخا في مثلها كلّها نخيل و بساتين عامّه سقياهم من آبار قريبه ينزعها البقر أكثرها في الجبال وأهل هذه المدن التي ذكرنا عرب شراه.
قال المقدسی ایضا:
على سيف الباديه ذات قرى ومزارع رستاقها البلقاء معدن الحبوب والأغنام بها عدّه انهار وأرحيه يديرها الماء ولها جامع ظريف بطرف السوق مفسفس الصحن وقد قلنا انه شبه مكّه.
قال المنجم:
مدينة عمان: و هي في الإقليم الثاني. و بعدها عن خط المغرب أربع و ثمانون درجة، و ذلك من الأميال خمسة آلاف و خمسماية و أربعون ميلا. و بعدها عن خط الاستواء، ثلاثون درجة، و ذلك من الأميال ألف و سبعمائة و ثمانون ميلا. و هي على ساحل البحر. و هي حصينة لها أبواب حديد. و بها مياه جارية، و أسواق عامرة، و بساتين و نخيل و موز و سائر الفواكه، و فيها الحنطة و الشعير و الأرز. و بلادها عظيمة، ثمانون فرسخا في مثلها ، سهول و جبال. و بها قصب السّكر. و في رؤوس أهلها الجمم ، و في رؤوس الأشراف القلانس.
قال البکری الاندلسی:
بزيادة ألف و نون على الذي قبله، على وزن فعلان: قرية من عمل دمشق، سمّيت بعمّان بن لوط عليه السلام، الفرزدق:
فحبّك أغشانى بلادا بغيضة إلىّ و روميّا بعمّان أقشرا
و يقال أيضا عمان، بتخفيف الميم؛ و يروى فى حديث النّبيّ صلى اللّه عليه و سلم: ما بين بصرى و عمّان و عمان، صحيحان .. ذكره الخطّابى. فأمّا عمان التى هى فرضة البحر، فمضمومة الأوّل، مخفّفة التالى. و هى مدينة معروفة من العروض، إليها ينسب العمانىّ الراجز، سمّيت بعمان ابن سنان بن إبراهيم، كان أوّل من اختطّها، و ذكر ذلك الشّرقىّ بن القطامىّ.
قال الزمخشری:
مدينه بالشام فأما أرض عُمان فبالتخفيف.
قال الحازمی الهمدانی:
بضمّ العين وتخفيف الميم: اسم كوره، قال الأزهري: عربيه، يقال أعمن، و عمن إذا أتى عمان، و قال رؤبه: نوى شأم بان أو معمّن و قال ابن الأعرابي: العمن المقيمون في مكان، يقال رجل عامن، و عمون و منه اشتق عمان، و يصرف و لا يصرف، و قد جاء ذكرها في غير حديث، و الثناء عليها، ينسب إليها داود بن عفان العماني، روى عن أنس بن مالك ونفر سواه.
قال الحازمی الهمدانی ایضا:
بفتح العين وتشديد الميم: عمان البلقاء من أكناف دمشق، قال ابن الأعرابي: وأما عمان بناحيه الشام يجوز أن يكون فعلان من عم يعم لا ينصرف معرفه وينصرف نكره، و يجوز أن يكون فعالاً من عمن فينصرف في الحالتين إذا عني به البلد، وقد جاء ذكره في حديث الحوض، وينسب إليه أبو الفتح نصر بن مسرور بن محمّد الزهري العماني، حدث عن أبي الفتح محمّد بن إبراهيم الطرطوسي ونفر سواه.
قال یاقوت الحموی:
بضم أوله، و تخفيف ثانيه، وآخره نون: اسم كوره عربيه على ساحل بحر اليمن و الهند، و عمان في الإقليم الأول، طولها أربع و ثلاثون درجه وثلاثون دقيقه، و عرضها تسع عشره درجه و خمس و أربعون دقيقه، في شرقي هجر، تشتمل على بلدان کثيره ذات نخل و زروع إلا أن حرها يضرب به المثل، و أكثر أهلها في أيامنا خوارج إباضيه ليس بها من غير هذا المذهب إلا طارئ غريب وهم لا يخفون ذلك، وأهل البحرين بالقرب منهم بضدهم كلهم روافض سبائيون لا يكتمونه ولا يتحاشون و ليس عندهم من يخالف هذا المذهب إلا أن يكون غريبا، قال الأزهري: يقال أعمن و عمّن إذا أتى عمان، و قال رؤبه: نوى شآم بان أو معمّن و يقال: أعمن يعمن إذا أتى عمان، قال الممزق و اسمه شاس بن نهار:
أحقّا، أبيت اللعن، أن ابن فرتنا على غير أجرام بريق مشرّق؟
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل، و إلا فأدركني ولما أمزّق
أكلّفتني أدواء قوم تركتهم، فإن لا تداركني من البحر أغرق
فان يتهموا أنجد خلافا عليهم، وان يعمنوا مستحقبي الحرب أعرق
فلا أنا مولاهم ولا في صحيفه كفلت عليهم والكفاله تعتق
و قال ابن الأعرابي: العمن المقيمون في مكان، يقال: رجل عامن و عمون و منه اشتق عمان، و قيل: أعمن دام على المقام بعمان، و قصبه عمان: صحار، و عمان تصرف ولا تصرف، فمن جعله بلدا صرفه في حالتي المعرفه والنكره، و من جعله بلده ألحقه بطلحه، و قال الزجاجي: سميت عمان بعمان بن إبراهيم الخليل، و قال ابن الكلبي: سميت بعمان بن سبإ بن يفثان بن إبراهيم خليل الرحمن لأنه بنى مدينه عمان، و في كتاب ابن أبي شيبه ما يدلّ على أنها المراده في حديث الحوض لقوله: ما بين بصرى و صنعاء و ما بين مكه و أيله و من مقامي هذا إلى عمان، و في مسلم: من المدينه إلى عمان، و فيه ما بين أيله و صنعاء اليمن، و مثله في البخاري، و في مسلم: و عرضه من مقامي هذا إلى عمان، و روى الحسن بن عاديه قال: لقيت ابن عمر فقال: من أي بلد أنت؟ قلت: من عمان، قال: أفلا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم؟ قلت: بلى، قال: سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إني لأعلم أرضا من أرض العرب يقال لها عمان على شاطئ البحر الحجه منها أفضل أو خير من حجتين من غيرها، و عن الحسن: يأتين من كل فجّ عميق، قال: عمان، وعنه، عليه الصلاه والسلام: من تعذر عليه الرزق فعليه بعمان، وقال القتال الكلابي:
حلفت بحجّ من عمان تحللوا ببئرين بالبطحاء ملقى رحالها
يسوقون أنضاء بهنّ عشيّه وصهباء مشقوقا عليها جلالها
بها ظعنه من ناسك متعبد يمور على متن الحنيف بلالها
لئن جعفر فاءت علينا صدورها بخير ولم يردد علينا خيالها
فشئت وشاء الله ذاك لأعنين إلى الله مأوى خلفه ومصالها
وينسب إلى عمان داود بن عفان العماني، روى عن أنس بن مالك ونفر سواه، وأبزون بن مهنبرذ العماني الشاعر، وأبو هارون غطريف العماني، روى عن أبي الشعثاء عن ابن عباس، روى عنه الحكم بن أبان العدني، وأبو بكر قريش بن حيّان العجلي أصله من عمان وسكن البصره، يروي عن ثابت البناني، روى عنه شعبه والبصريون.
قال یاقوت الحموی ایضا:
بالفتح ثم التشديد، وآخره نون، يجوز أن يكون فعلان من عمّ يعمّ فلا ينصرف معرفه و ينصرف نكره، و يجوز أن يكون فعّالا من عمن فيصرف في الحالتين إذا عني به البلد، و عمان: بلد في طرف الشام وكانت قصبه أرض البلقاء، و الأكثر في حديث الحوض كذا ضبطه الخطابي ثم حكى فيه تخفيف الميم أيضا، و في الترمذي: من عدن إلى عمان البلقاء، و البلقاء: بالشام و هو المراد في الحديث لذكره مع أذرح و الجرباء و أيله وكل من نواحي الشام و قيل: إن عمان هي مدينه دقيانوس و بالقرب منها الكهف و الرقيم معروف عند أهل تلك البلاد، و الله أعلم، و قد قيل غير ذلك، و ذكر عن بعض اليهود أنه قرأ في بعض كتب الله: أن لوطا، عليه السّلام، لما خرج بأهله من سدوم هاربا من قومه التفتت امرأته فصارت صبار ملح وصار إلى زغر ولم ينج غيره، وأخيه و ابنتيه، و توهم بنتاه أن الله قد أهلك عالمه فتشاورتا بأن تقيما نسلا من أبيهما و عمهما فأسقتاهما نبيذا و ضاجعت كل واحده منهما واحدا فحبلتا و لم يعلم الرجلان بشيء من ذلك و ولدت الواحده ابنا فسمته عمّان أي أنه من عم و ولدت الأخرى ولدا فسمته مآب أي أنه من أب، فلما كبرا وصارا رجلين بنى كل واحد منهما مدينه بالشام و سماها باسمه، وهما متقاربتان في بريه الشام، و هذا كما تراه ونقلته كما وجدته، والله أعلم بحقه من باطله، و قال أبو عبد الله محمد بن أحمد البشاري: عمان على سيف الباديه ذات قرى و مزارع، و رستاقها البلقاء، وهي معدن الحبوب والأنعام، بها عده أنهار وأرحيه يديرها الماء، ولها جامع ظريف في طرف السوق مفسفس الصحن شبه مكه، وقصر جالوت على جبل يطل عليها، وبها قبر أوريّاء النبيّ، عليه السّلام، وعليه مسجد وملعب سليمان بن داود، عليه السّلام، وهي رخيصه الأسعار كثيره الفواكه غير أن أهلها جهال والطرق إليها صعبه، قال الأحوص بن محمد الأنصاري:
أقول بعمّان وهل طربي به إلى أهل سلع، إن تشوّقت، نافع
أصاح ألم يحزنك ريح مريضه وبرق تلالا بالعقيقين لامع؟
وإنّ غريب الدار مما يشوقه نسيم الرّياح والبروق اللوامع
وكيف اشتياق المرء يبكي صبابه إلى من نأى عن داره وهو طامع
وقد كنت أخشى، والنوى مطمئنه بنا وبكم، من علم ما الله صانع
أريد لأنسى ذكرها فيشوقني رفاق إلى أرض الحجاز رواجع
و قال الخطيم العكلي اللصّ يذكر عمّان:
أعوذ بربي أن أرى الشام بعدها وعمّان ما غنّى الحمام وغرّدا
فذاك الذي استنكرت يا أمّ مالك فأصبحت منه شاحب اللون أسودا
وإني لماضي العزم لو تعلمينه، و ركّاب أهوال يخاف بها الرّدى
و ينسب إلى عمان أسلم بن محمد بن سلامه بن عبد الله ابن عبد الرحمن أبو دفافه الكناني العماني، قال الحافظ أبو القاسم: من أهل عمان مدينه البلقاء، قدم دمشق وحدث بها عن عطاء بن السائب بن أحمد بن حفص العماني المخزومي و محمد بن هارون بن بكار و عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني القاضي، روى عنه أبو الحسين الرازي وأبو بكر أحمد بن صافي التنيسي مولى الحباب بن رحيم البزاز، قال ابن أبي مسلم: مات أبو دفافه سنه 324، و قال الرازي: سنه 325، و أبو الفتح نصر بن مسرور بن محمد الزهري العماني، حدث عن أبي الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي و نفر سواه. و دير عمّان: بنواحي حلب ذكر في الديره، و محمد ابن كامل العماني، روى عن أبان بن يزيد العطار، روى عنه محمد بن زكرياء الأضاخي.
قال عبد المومن البغدادی:
بضم أوله، و تخفيف ثانيه، و آخره نون: اسم كورة عربية، على ساحل بحر اليمن فى شرقى هجر، تشتمل على بلدان يضرب بحرّها المثل، و أهلها خوارج إباضية. و عمّان: بالفتح، و التشديد: بلد فى طرف الشام، كان قصبة البلقاء، جاء فى حديث الحوض. و حكى الخطابى فيه تخفيف الميم أيضا. و قيل: إنها مدينة دقيانوس بقربها الكهف و الرقيم.
قال ابن بطوطه:
ثم قصدنا بلاد عمان فسرنا ستة أيام في صحراء ثم وصلنا عمان اليوم السابع و هي خصيبة ذات أنهار وأشجار و بساتين وحدائق و نخل و فاكهة كثيرة مختلفة الأجناس و وصلنا إلى قاعدة هذه البلاد و هي مدينة نَزْوَا. "وضبط اسمها بنون مفتوح و زاي مسكن وواو مفتوح" مدينة في سفح جبل تحف بها البساتين والأنهار. يأتي كل إنسان بما عنده ويجتمعون للأكل في صحن المسجد و يأكل معهم الوارد و الصادر. و لهم نجدة و شجاعة و الحرب قائمة فيما بينهم أبداً و هم إباضية المذهب و يصلون ظهرا أربعاً فإذا فرغوا منها قرأ الإمام آيات من القرآن و نثر كلاماً شبه الخطبة يرضى فيه عن أبي بكر و عمر، و يسكت عن عثمان و علي. و هم إذا أرادوا ذكر علي رضي الله عنه كنوا عنه، فقالوا ذكر عن الرجل أو قال. و يرضون عن الشقي اللعين ابن ملجم، ويقولون فيه العبد الصالح قامع الفتنة. ونساؤهم يكثرون الفساد، ولا غيرة عندهم و لا إنكار لذلك. وسنذكر حكاية إثر هذا مما يشهد بذلك. خبر سلطان عمان: إنه عربي من قبيلة الأزد بن الغوث ويعرف بأبي محمد بن نبهان وأبو محمد عندهم سمة لكل سلطان يلي عمان كما هي أتابك عند ملوك اللور. وعادته أن يجلس خارج باب داره في مجلس هنالك و لا حاجب له ولا وزير ولا يمنع أحداً من الدخول إليه من غريب أو غيره و يكرم الضيف على عادة العرب و يعين له الضيافة و يعطيه على قدره. و له أخلاق حسنة و يؤكل على مائدته لحم الحمار الإنسي ويباع بالسوق لأنهم قائلون بتحليله ولكنهم يخفون ذلك عن الوارد عليهم ولا يظهرونه بمحضره. و من مدن عمان مدينة زكي لم أدخلها. وهي على ما ذكر لي مدينة عظيمة ومنها القريات وشبا وكلبا وخورفكان وصحار وكلها ذات أنهار وحدائق وأشجار ونخل، وأكثر هذه البلاد في عمالة هرمز. كنت يوما عند السلطان أبي محمد بن نبهان فأتته امرأة صغيرة السن حسنة الصورة بادية الوجه فوقفت بين يديه وقالت يا أبا محمد: طغى الشيطان في رأسي فقال لها اذهبي واطردي الشيطان، فقالت له: لا أستطيع وأنا في جوارك يا أبا محمد، فقال لها: اذهبي فافعلي ماشئت. فذكر لي لما انصرفت عنه أن هذه و من فعل مثل فعلها تكون في جوار السلطان وتذهب للفساد ولا يقدر أبوها ولا ذوو قرابتها أن يغيروا عليها و إن قتلوها قتلوا بها لأنها في جوار السلطان. ثم سافرت من بلاد عمان إلى بلاد هرمز.
قال ابن الوردی:
و أرضها مجاورة لأرض الشمال، وهي أرض عامرة كثيرة الخلائق والبساتين والفواكه، إلا أنها بلاد حارة جداً. و ببلاد عمان حية تسمى العربد، و تسمى الكرام، تنفخ و لا تؤذي، فإذا أُخذت و جعلت في إناء وثيق، وأُوثقت رأس ذلك الإناء و سد سداً محكماً، و وضعت في إناء آخر ثان، وأخرجت من بلاد عمان، عدمت من الإناء ولا توجد فيه ولا يعرف كيف ذهبت. وهذا من أعجب العجب. و بهذه الأرض دويبه صغيرة تسمى القراد، إذا عضت الإنسان انتفخ مكانها و دود، ولايزال الدود يسعى في باطن الإنسان المعضوض حتى يموت. و بجبال أرض عمان قرود كثيرة تضر بأهلها ضرراً كثيراً و ربما لا تندفع في بعض الأوقات إلا بالسلاح والعدد الكثيرة لكثرتها؛ و في أرض عمان مغاص اللؤلؤ الجيد؛ و في بحر عمان جزيرة قيس طولها اثنا عشر ميلاً في مثلها. و صاحب هذه الجزيرة تصل مراكبه إلى بلاد الهند و يغزوهم في غالب الأوقات ويغير على كفار الهند. و يحكى أن عنده في الجزيرة المذكورة على مرسى البحر من المراكب التي تسمى السفينات مائتي مركب، و هذه المراكب من عجائب الدنيا وليس على وجه الأرض و متن البحور مثلها أبداً؛ و هي أن المركب الواحد منها منحوت من خشبة واحدة؛ قطعة واحدة، و المركب الواحد منها يسع مائة رجل وخمسين، و بهذه الجزيرة دواب و مواشي و أشجار و فواكه.
قال الحمیری:
بفتح أوله و تشديد الميم، قرية من عمل دمشق، سميت بعمان بن لوط عليه السّلام. و عمان أيضا في مفازة سمرقند خربت في الزمن القديم، و هي مفتوحة العين مشددة الميم، و لبعضهم: أين عمان من قصور عمان.
قال الحمیری ایضا:
مضمومة الأول مخففة الميم، مدينة معروفة، سميت بعمان بن سنان بن إبراهيم، كان أول من اختطها، و قال الشاعر: أين عمان من قصور عمان و هي فرضة البحر من العروض، و إليها ينسب العماني الشاعر.و كان عامل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على عمان عباد و جيفر ابنا الجلندى. و بلاد عمان متصلة بأرض مهرة، و هي مجاورة لها من جهة الشمال، و بلاد عمان مستقلة في ذاتها عامرة بأهلها، و هي كثيرة النخل و الفواكه و الموز و الرمان و التين و العنب، و هي بلاد حارة، و ببلاد عمان حية تسمى العربد، و إليها ينسب السكران المعربد و هي حية تنفخ و لا تؤذي. و يحكى أنها أخذت و وضعت في آنية زجاج و توثق من رأسها و أخرجت من بلاد عمان فتفقدت الآنية و لم توجد الحية فيها، و الأخبار بهذا شائعة. و بعمان أيضا دويبة تسمى القراد إذا ظفرت بجارحة من الإنسان عضته، فلا تزال عضتها تربو و تتزايد إلى أن تتقيح و تتدود، و لا يزال ذلك الدود يسعى في جوف الإنسان حتى يموت. و بجبال عمان قردة كثيرة تضر بأهلها اضرارا كليا، و ربما اجتمع منها العدد حتى لا يطاق دفاعها إلا بالخروج إليها بالسهام و السلاح العام، و حينئذ يقدر على دفاعها. و يتصل بأرض عمان من جهة المغرب و مع الشمال أرض اليمامة. و بلاد عمان ثمانون فرسخا، فما والى البحر منها سهول و رمال، و ما تباعد منه حزون و جبال، و لها عدة مدن، و [مدينة] عمان حصينة على ساحل البحر، و من الجانب الآخر جبل فيه مياه سائحة قد أجريت إلى المدينة، و هي كثيرة النخل و البساتين و ضروب الفواكه كما قلناه، و طعامهم الحنطة و الشعير و الأرز و الجاورس. و كان الذي أجرى الماء من الجبل إلى المدينة رجل مجوسي يقال له أبو الفرج، كان له من الصامت ثمانمائة كنجلة دنانير كل كنجلة تسعة أمناء ، و هو الذي اتخذ بعمان خانات للتجار مفروشة مكان الآجر باللبن المتخذة من نحاس، في كل لبنة من مائة إلى مائة و خمسين منا. و خراج أهل عمان على المقاطعة ثمانون ألف دينار. و في الأمثال: من تعذر عليه الرزق فعليه بعمان. و أهدى صاحب عمان إلى الكعبة بعد العشرين و الأربعمائة محاريب، زنة المحراب أزيد من قنطار فضة، و قناديل فضة في نهاية الإحكام، و سمرت المحاريب في جوف الكعبة [مما] يقابل بابها، و ذلك إثر أخذ أمير مكة أبي الفتوح الحسن بن جعفر الحسيني لحليّ الكعبة من المحاريب و غيرها. و عمان بها أبواب حديد، و بها مياه و أسواق و موز كثير و نهر جار و نخيل و سائر الفواكه، و هي فرضة الصين، و بها مرفأ الصين، و تحمل من سيراف الأمتعة إليها و الحمولة في قوارب ثم توقر السفينة العظيمة حتى تلجج في البحر العظيم فتسير بالريح الطيبة مقدار أربعين يوما إلى خمسين يوما حتى تنتهي إلى مدينة تسمى الشحر. و حكي أن رجلا عمانيا ورد مكة بلؤلؤتين لم ير مثلهما فباعهما بألفي دينار ذهبا من رجل سمرقندي و خرج من مكة في يومه، فلما كان بعد عدة أيام قدم من قبل صاحب عمان رسول يطلب الذي باع اللؤلؤتين و يذكر أنهما سرقتا من قصره، فطلب المشتري فعمي أثره و خفي خبره، و وصل بهما إلى مدينة دمشق فأهدى إحداهما إلى صاحبها فأعطاه بها عشرة آلاف دينار ثم سار إلى سمرقند فأهدى الثانية إلى صاحبها فكافأه عليها بخمسة عشر ألف دينار، فهاتان اللؤلؤتان من مغاص عمان و ما والاها من هذه المواضع.
المصادر:
↑ بلاذری، فتوح البلدان، ص83، ص١١٢-١١١.
↑ ابن خردادبه، المسالک و الممالک، ص١٤٧.
↑ قدامه بن جعفر، الخراج و صناعه الکتاب، ص٨٦، ص٢٣؛ ص١٨1، ص١٦١؛ ص٢٧٧-٢٧٦.
ابن حوقل، صوره الارض، ص٤٤.
حدود العالم، ص١٧٣.
المقدسی، أحسن التقاسيم في معرفه الأقاليم، ص 12، ٢٨، 30، 70، 93 و 175، المجلد١، ص 18، ٤٠ ، 42، 103، 132 و 245.
اسحاق بن الحسین المنجم، آکام المرجان فی ذکر المدائن المشهوره فی کل مکان، ص٥٠-٤٩.
البکری الاندلسی، معجم ما استعجم من اسماء البلاد و المواضع، المجلد٣، ص٩٧١.
زمخشری، الجبال و الأمکنه و المیاه، ص٢٢٦.
الحازمی الهمدانی، الاماكن او ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الامكنه، ص٦٨٩.
یاقوت الحموی، معجم البلدان، جلد٤، صص١٥٠-151.
عبد المومن البغدادی، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة و البقاع، المجلد٢، ص٩٥٩.
ابن بطوطه، رحله ابن بطوطه، جلد١، ص٢٠٨، المجلد١، ص٣٣٢-٣٣١.
ابن الوردی البكري القرشي، المعري ثم الحلبي، خريده العجائب وفريده الغرائب، ص١٦٠.
ابوعبدالله عبد المنعم الحمیری، الروض المعطار فی خبر الاقطار، ص٤١٢.
.................................................. .................................................. ...........................
تم الانتهاء من البحث بحمدلله ..
[http://www.ptewiki.com/wiki/index.ph...A8%D8%B1%D9%88
كالموضوع السابق الذي فرحت لأنك أخيرا قمت بنشر دررك البحثية بعد انتظار طويل، أصبت بخيبة الأمل لعثوري على الرابط أعلاه.
وبه كل ما أتحفتنا به، يا أخي أشر لموضع اقتباسك على الأقل.
تفضلو بزيارة (( دانشنامه جغرافیای تاریخی جهان اسلام ))
الخط أوضح هناك،وفي محرك بحث تكتب اللي تبغيه وتضغط على زر (برو) ويوديك وين ما تبي.
خالص البطيخ
الاخ بوجيري ..
انا وضعت المصادرالتاريخية والكتب والمؤلف و رقم الصفحة ..يبقى نقلته من ( جهان جغرافي اسلام ) او من ( جوجل) او
( ويكيابيديا )..
المهم .. المصادر والمراجع موجودة بالصفحة والا هي مزورة ؟!...
للاسف .. تحاول الهروب من النقاش ..وربما لا يعجبك بن حوقل وياقوت الحموي
ويعجبك قدري قلعجي ؟!!
خل من يعجبني ومن ما يعجبني .. مو موضوعنا
موضوعنا ليش ما تقوم بإنجاز بحث بنفسك بدل الانتحال والدوارة في مواقع وموسوعات والتدليس علينا إنك بطلت الكتب والمراجع وسهرت طول الليل وأنت تعد البحث ههههههههههههههههههههه وفي الأساس أنت مسوي كوبي بيست، لا وتكتب لنا (نكمل لاحقا) .. شفيك تعبت من الكوبي بيست مثلا
مدري شقول لك والله هههههههههههههههههههههه
لا وكاتب لي آخر شي
تم الانتهاء من البحث بحمدلله ..
ههههههههههههههههههه لا بيض الله ويهك على بحثك اللي تعبت وانت تنسخه وتنقله
الاخ بوجيري ..
لم اكتب انه بحث موسع ومتكامل و مطبوع ومقدم الى مؤسسة تعليمية ..
كل الامر هو ما كتبته ..وهو قراءة وبحث بسيط ..
والمصادر موجودة بالاسم والصفحة وممكن يكون فقط اختلاف في سنة طبع الكتاب ..
اذا كان لديك نقاش حول ماهو منقول .. شارك لاثراء الموضوع ..
وشكرا لك ..