من بطولات ابطال عرب الساحل الشرقي و الجزر قصة حقيقية بطلها علي كمال الظهوري، وهو بطل عربي من أهالي نخيلو في الساحل الشرقي من الخليج العربي ، بطولات هذا الرجل تعتبر من أبرز الصفحات المشرقة في السماء الساحل الشرقي (بر فارس)، بحيث أنها كغيرها بقيت طي الكتمان ! رغم انه سطر اروع بطولات العربيه الخليجيه و حرر جلفار من الاحتلال الفارسي...!
علي بن كمال الظهوري كان قائداً من منطقة نخيلوه على الساحل الشرقي للخليج العربي(بر فارس) حيث كان أثناء إقامته في نخيلوه يعيش تحت التبعية الصفوية للشاه عباس الاول فلم يستطع علي بن كمال الظهوري تحمل ظلمه.
فتحدى علي بن كمال الظهوري الشاه عباس الاول الصفوي وتحدى خان شيراز التابع للصفويين وبعد مقتل عدد من عائلته وقبيلته ترك منطقة نخيلوه وأقام في منطقة بين الشارقة ورأس الخيمة حيث انشأ هو ومن معه بيوت ومساكن على طريقة سكان نخيلوه وكان يطمح في مساعدة حكام هرمز والبرتغاليين في ذلك الوقت ضد الفرس.
بعدما رأى علي كمال بطش الفرس بالعرب، وخصوصاً في المناطق التي سلبها الاعاجم من العرب، حاول هذا البطل توحيد الصف العربي، وسعى إلى ذلك بكل ما يملكه من حسن تدبير.
في احد حروبه ضد الفرس قام علي كمال بتحصين أقرب ميناء، واخباء السفن وراء الرمال وتحصن بشكل جيد، وعندما هاجمه الفرس، صد هو ورجاله هجمات الفرس الذين كانوا يملكون أسلحة حديثة ومتطورة في ذلك الحين، إضافة إلى أعداد هائلة من الرجال المدربين، بينما علي كمال لم يكن يملك هو ورجاله القلائل سوى البنادق الخفيفة، ومع ذلك تمكن من صد الجيش الفارسي المهاجم، واصيب علي كمال بجروح كبيرة ما اضطره إلى التراجع. تراجع علي كمال لكنه ظل البطل الذي لم يستطع الفرس إخضاعه، وبقي في الاذهان ذلك الجندي الذي لا يتخلى ابدا عن وطنه.
ما ورد في كتاب " تاريخ عرب الخليج " / لــ ب . ج سلوت
علي كمال هو قائد عربي من منطقة نخيلوة في الساحل الشرقي من الخليج العربي ترك بلاد فارس مع قليل من اتباعه وقد اسس قرية على الساحل المقابل للخليج بين الشارقه و راس الخيمه .
عبرت القوات الفارسيه الخليج ، و وصلت الى جلفار و خشي جميع سكان هرمز من قيام القوات بغزو المكان و سلبه و حرقه . و ذالك لوجود قليل من الجنود في جزيرة هرمز و من كان من المتوقع انه جميع الاخطار التي تهدد هرمز راح تقع على راس العرب الفقراء الذين يعيشون هناك و قد شعر الناس هناك بالحزن ازاء هذا الامر لكون مملكتهم و معظم تجارتهم هناك ، الا ان الامل الضعيف تلاشى و ذالك بعد سبعة او ثمانية ايام شاع الخبر بانه الجيش الفارسي عاد الى موقعه السابق بعد ان قام افراده بتدمير بتدمير و احراق قرية صغيره على بعد ميل واحد من جلفار حيث قتل 95 شخص من عرب نخيلو و لم تتعرض جلفار للهجوم .
و سبب تلك الحمله تعود الى ان ملك فارس قد تنازع مع شخص عربي يدعي علي كمال من نخيلو الواقعه على حدود مملكه ،و ذالك لانتقاله قبل بضع سنوات الى ساحل شبه الجزيره العربيه قرب جلفار ليعيش هناك مع مجموعه اخرى من عرب نخيلو . و قد بنوا بعض المنازل البسيطه الصغيره في ذالك المكان على طريقة سكان نخيلو.
و سبب تركه لـ نخيلو انه كان انساناً قوياً و شجاع بحيث قام بعدت اعمال جريئه في الحرب ، لم يستطيع ان يتحمل كبرياء الفرس و عاش في تحدي الدائم لحاكم شيراز و لشاه فارس اللذي كان يخطط للقبض عليه و ذالك لانه كان من الممكن يبدا بثوره مع ابناء بلدته.
و من الممكن ان يعود السبب الحقيقي لمغادرته ، انه بداء بالتفاوض المباشر مع ملك هرمز و ايضا وعد ان يخدم ملك اسبانيا للدفاع عن مملكته ضد الفرس اذا لقي دعم و مسانده ماديه لتدريب الاشخاص من نخيلو الذين مستعدين لخدمته ولاكن حكام هرمز كانوا يضعون مصلحتهم الشخصيه فوق كل الاعتبارات عند معالجة الامور ، فانهم لم يفعلوا شيئاً للمحافظه على هذا الرجل الشجاع اللذي كان من الممكن ان يجمع تحت ولوائه عدداً من العرب رغم اكتفائه بالقليل الا ان ذالك الرجل من نخيلو على الرغم انه دائم الاستطلاع و استطاع ان يراقب الجيش الفارسي الذي كان قد بداء بالابحار الى هرمز و قد طلب المساعده من جيرانه العرب اللذي يراسهم الشيخ قطن ولاكن تجاهلوا هالطلب و لم يساعدوه.
قام بتحصين اقرب ميناء الى المكان اللذي اسسه كما اخبئ بعض السفن خلف الاخوار في الرمال و الى ذالك بعض التحصينات للدفاع ، و صباح احد الايام وصلوا الفرس و معهم 150 سفينه علي متنها اكثر من 500 محارب و معظمهم متسلحين بالاسلحه الناريه و كان معهم 100 حصان و على بعد 30 او 40 خطوه من البحر حيث الشاطي المنبسط غطسوا في المياه و توجهه الخياله علي متن خيولهم في المركب و شنوا هجوماً على العرب في عدت اماكن و كان لدى علي كمال 100 رجال و 30 فرس و قد تلقوا بشجاعه فائقه و ابلا من الرصاص و الرمح التي اطلقها العدو و رغم تمكنهم من تخليص انفسهم جميعاً بتراجعهم عن الساحل بحيث كانوا قد ابعدوا ايضا نسائهم و اطفالهم من هناك منذ عدت ايام فقد اثروا ان يحاربوا كما فعلوا مره في خنادقهم و قد ابدوا شجاعة فريده من نوعها في المقاومه و سببوا للعدو دماراً يوازي ما منوا به من قبل لكن عددهم كان غير متساوي و قد اصيب قائدهم علي كمال برصاصتين لذا تراجعوا بسرعتهم المعتاده و ساعدتهم معرفتهم بالاراضي و على ذالك و فيما كانوا يتراجعون لحقوا بهم الفرس و قتلوا بعضهم و بذالك يكون بقي 60 شخصا و من الاعداء بقي 40 شخصا .
فحاول علي بن كمال الظهوري التحرش بالفرس ولكنهم كانوا اكثر منه عدداً فقاتل بشجاعة حتى اصيب وأُسر وتم بعدها إعدامه في شيراز.
.
المصادر : (هوامش)
1-كتاب حكايات من زمن البرتغاليين لدكتور محمد حميد سليمان
2-منتدى تاريخ الحضارة الاسلامية
3- اطلس التاريخ الاسلامي لسيف الدين الكاتب
-4كتاب شقائق النعمان في تاريخ الخليج لدكتور محمد اسماعيل دشتي
5- كتاب " تاريخ عرب اخليج ب ج سلوت