يعطيكم العافيه رد رائع
عرض للطباعة
يعطيكم العافيه رد رائع
تسلم بوخالد و هذا نحن ضايعين بين حقائق التاريخ وظلم المؤرخين
كتاب الدكتور محمد الرميحي المعنون بـ (البحرين ومشكلات التغيير السياسي والاجتماعي) - ولدي منه الطبعة الثانية 1984م، عليه عدد من الملاحظات، فالأخ بن هارون الكريم يطلب التماس العذر في وصف تركيبة عرب الهولة بسبب قدم الكتاب، وأشكره على ذلك، ولكن.... !!
يقول الرميحي في الصفحة 13 (ويوضح وضع السلطة في البحرين ما نقله لورمر عن تقارير أحد الضباط البريطانيين سنة 1823...)، مما يعني أنه كان على اطلاع على ما جاء لدى لورمر من حقائق تاريخية ...
كما أنه استخدم اصطلاح الهولة بشكل غريب فقال بتفرس عرب الساحل الشرقي، فقمت تلقائيا بتصحيح المعلومة في ذهني بأنه قد يقصد سكان الداخل وجنوب البر الفارسي، ولكنه يصرح بأن المقصودين قادمون من بندر عباس، فلا أعلم من يقصد تحديدا. ولكن الأرجح أنه كان يقصد سكان الداخل وليس عرب الساحل، فمن المعروف بأن الكتلة البشرية القادمة من بر فارس والتي كانت ذات ثقل في الفترة الزمنية التي يعالجها الكتاب (1920 - 1971م) كانت قادمة من أقاليم الداخل كفلامرزان وبستك* وغيرها من الحواضر وهي هجرة كبيرة مقارنة بهجرة عرب الساحل، فبالتأكيد ليست مجاميع من الساحل الشرقي أو الجزر، ويدل على ذلك بوضوح حين قال بعدم وجود رابطة قرابة واضحة، ومع شديد تقديري للدكتور محمد الرميحي وكذلك لعرب الساحل ولكن الكتلة العربية اتجهت - معظمها - نحو الساحل العماني والإمارات العربية المتحدة ولم تتجه في سوادها الأعظم إلى البحرين - إلا عددا أقل بكثير من أبناء عمومتهم في الإمارات- وبذلك يستقر الرأي على قصده لأهالي الأقاليم الداخلية لبر فارس ولكنه يلغز كل ذلك بذكره للنجة وبندر عباس وبوشهر.
فهو بالتالي خلط الاصطلاح التاريخي بما ينوي تصويره في قرارة القصد من المعنى لديه ومع ذلك حاد عن جميع الفئات بوصفه.
وعلاوة على ذلك يستخدم لفظ (بحراني) للإشارة للبحريني، وبغض النظر عن قواعد اللغة العربية فقد اصطلح المستخدمون للنسبة للبحرين على مصطلح (بحريني) وليس (بحراني)، وظلت كلمة بحراني تطلق على ساكن الجزيرة ممن يتعبد بالمذهب الجعفري، وأصبحت رديفة له، فمن باب الخلط أيضا وتتويه القارئ أن نصر على تصحيح خطأ القاعدة النحوية قسرا، فهل يجوز اليوم أن نأتي لنقول (حاكم أبي ظبي) مثلا في حالة جر أبي بالإضافة، أو أن نقول زرت أبا ظبي في حالة النصب، نحويا ذلك صحيح ولكن اصطلاحا أصبحت كلمتا أبو و ظبي عبارة عن مصطلح واحدة يطلق على تلك الناحية فأصبحت علما (أبوظبي)، فحين يصر طوال صفحات كتابه على لفظ بحراني يجعلني كقارئ أعتقد بأنه يحمل ذلك على ما استقر لغة من قاعدة نحوية، ولكنه يقع في لغز في الصفحة 34 فيقول ( لقد فشلت الكاتبة في أن تبين المعنى الواضح مما نقلته عن بعض سكان القرية التي قامت بدراستها، حيت أنهم يعرفون الشيعة بالبحارنة والسنة بالعرب. فلو سألت نفسها إذن من هم البحارنة لاستطاعت أن تتوصل إلى أنهم عرب أيضا.)، ثم يقول في الفقرة التالية مباشرة (... فإن مصطلح بحارنة أصبح مرادفا للشيعة ...) ويبرر عملية الترادف، إذن لماذا تستخدمه في كتابك لوصف جميع البحرينيين ؟؟ هل من باب تحري الدقة في اللغة العربية ؟؟ بالله عليك إن الكتاب يعج بالأخطاء الإملائية في الهمزات ويفيض بها، وهذا ما لاحظته دون تدقيق وتمحيص.
وغير ذلك من النقاط التي لا أجد مجالا لسردها في هذه العجالة.
* رغم أن رأيي يخالف قناعات بعض الأخوة حيال صوابية إطلاق مصطلح هولة على بعض المتحالفين من الحواضر مع قبائل الساحل إلا أن الكاتب قد أشكل كثيرا في وصفة للفئة التي يقصدها في كتابه فقد صرح بأربع جمل تعتبر لغزا وهي: (لا يرتبطون مع بعضهم برباط محدد كرباط القرابة ، وهؤلاء يسمون بالهولة .. )، ( هم في الحقيقة أولئك العرب الذين نزحوا إلى الشاطئ الشرقي للخليج)، ( مراكزهم هي لنجة، بندر عباس، بوشهر)، (ثم رجعوا مرة أخرى خلال القرن السابع عشر إلى الشاطئ الغربي)
خالص مودتي
يتبع بإذن الله ...