قصة من تراث الاجداد
لقد شجعني أحد الاخوة المميزين في هذا
المنتدى العزيز الا وهو الاخ/ كحيلان الحمادي حفظه الله, بأن أروي ما أتذكر من قصص "رواه الاجداد" لأوثقه هنا
فلعل وعسى يتداوله الابناء ثم الاحفاد , فيعرفوا مدى تعلق السابقين في تراثهم ولغتهم ودينهم وعاداتهم
العربية الاصيلة. " مكر بو الحصين "
كما نعلم أن الثعلب يكنى بأبو الحصين , كان يعيش أبا الحصين في كوخ متهالك , وقد غلبه الجوع , فليس
لديه شيئا يسد جوعه , خرج من كوخه متثاقلا , فرأى الذئب يجري من أجل اصطياد طريدته , فلما اقترب من ا
با الحصين..توقف وقال : " مرحبا أبا الحصين , ما بك تقف حزينا وأنا أرى هذه العباءة الجميله التي
ترتديها..وكأنك شيخ قبيلة"
ابا الحصين: " لاشيء بي .. أما عن هذه العباءه فأنا أخيطها بعد أن اصطاد الخراف من المزارع "
الذئب: " لقد أعجبتني هذه العباءه..هل تبيعها لي؟"
ا
با الحصين: " انها غالية لدي ..ولكنني استطيع أن أعمل لك واحدة, وما عليك الا أصطياد خروفا واحضاره لي؟"
الذئب: " هذا شيئا سهلا ..حاضر , سأحضره لك بعد دقائق" مضت عدة دقائق واذ بباب الكوخ طرقات.
يفتح ابو الحصين الباب ويجد امامه الذئب حاملا خروفا سمينا, فيسلمه المطلوب ويكون الوعد بعد يومين
خلال اليومان ..استمتع ابا الحصين بفريسته , وجاء الموعد.. موعد استلام العباءه.
ابو الحصين: " والله يا عزيزي الذئب ..بعد أن اشتغلت بعبائتك وجدتها قصيرة عليك, فلا أريد أن يضحك عليك أ
حدا , وما عليك الا احضار خروفا آخر وستكتمل عبائتك."
الذئب: " حسنا..حسنا هذا شيء بسيط" واحضر الخروف الآخر..وتواعدا بعد يومين .
وفي الكوخ يجلس ابو الحصين وأمامه الطعام الشهي..فقد جاءه وهو جالسا في كوخه..وبع يومين سمع
دقات على باب كوخه.. أنه الذئب.
ا
بو الحصين: " يا مرحبا بابن العم ..اهنئك على العباءة والتي سيحسدك كل من يراك وأنت ترتديها ولكن بها
عيب بسيط ..ان أحد أكمامها أقصر من الآخر..احضر لي خروفا واحدا وستستلم عبائتك بعد غد "
الذئب: " لا بأس سأحضر لك الخروف"
لقد أحضر الذئب الخروف لأبو الحصين ومضى يومان....
في اليوم الموعود وقف الذئب امام بيت ابا الحصين يدق الباب..ويدق ويدق , فما من مجيب ..وبعد ساعات
من الوقوف ..مر بجانبه سبع , ضحك السبع على الذئب فقال: " فعل بك مثل ما فعل بي " عرف الذئب مكر
ابا الحصين وأخذ درسا لن ينساه ابدا.
رد مع اقتباس
