ملالية عينات وليلة الشردة

[أحمد الحوسني]

ملالية عينات و ليلة الشردة

السلام عليكم ورحمة الله

الحديث عن عرب الساحل ذو شجون ، لذا لن أطيل في المقدمة

اليوم سأسرد قصة سقوط القرية و قرار نزع الحجاب

هنا يجب ان اتكلم عن الملالية

وهم بلهجتنا ( الملتزمين) ( المطاوعة) ، يسكنون بين منطقة ( الصبخي) و اللتي هي منطقة عيال بو العيش و بين الفريج الغربي، و كانوا من الشهرة في القرية بحيث أنك اذا قلت: ( و ين بيوت الملالية) دلوك الى بيبوتهم بسرعة ،و كانت لهم مواقف مشرفة و قصص معروفة، من ابرز حوادثهم القصة المعروفة، لما أن أتى أحد الظباط الشيعة معه واحد لابس عمامة سودة

أتى من جهة مبنى الجمارك قادما الى الفريج الغربي،، و دخل عينات هو و ضباط الشاه، و كانت عينات في ذلك الوقت تزخر بالملالية و التجار العرب من البحرين و الكويت و دارين ، و دخل مجلس محمد بو سبت رحمه الله، و كان من الحضور في ذلك المجلس:

الشيخ جبارة بن حاتم رحمه الله و لم يكن حاكما ذلك الوقت، و منهم ابراهيم البوسلومي، علي الحردان، الحاي خميس، حيدر بن مال الله ( حيدر عبدالله مالله)، رجب ال بومسباح ، سليمان الحاي، رحم الله الجميع ، وكان من التجار العرب ذلك الوقت مندوب الشيخة لولوة ال خليفة لم يحفظ اسمه، ورجل من منطقة تسمى سهموه الغربية، و كان من الملالية و هم موضوع حديثنا الملا حسين رحمه الله و الملا عيسى رحمه الله و بعض رفاقهم , ومن النواخذة محمد علي الهولي نزيل فيلكا بالكويت النوخذة المشهور ومعه من الكويت محمد المنصور رحمهم الله جميعا، و من دارين الغنيم و رجل يقال له بن مبارك، و لم يكن تجار دارين الكبار متواجدين تلك اللحظة الا هذين الاثنين كما يذكر اهل عينات. واذا فاتني بعض الاشخاص ارجوا التذكير إذ ان هذا الحدث أثر بشكل كبير جدا على عينات، و فرق أهلها.

و دخل مجلس بو سبت ، و لم يعلم ان هذا اخر يوم له في حياته، أخذ يتكلم مع الحاضرين ولم يجلس، مما سبب القلق في نفوس الحاضرين، و قالها بكل صراحة (( الشاه حل حجاب حريمكم و ما بقى الا السراويل)) و طلع من دون ما يسلم ، و السبب في عدم حرك الرجال في وجه هذه الكلمات ان اسلحتهم لم تكن معهم في المجلس، و في نفس الليلة اللتي تعتير أشهر ليالي عينات، أخذ العرب ينقلون النساء الى المحامل للعودة الى الخليج، و هنا برز دور الملالية، أخذوا ينصحون الناس بالهجرة وان الايرانيين مصخوها، و حصلت مشاكل بين العرب انفسهم، قسم أخذ بشور الملالية و رجع، و قسم اخذ قول الشيوخ وبقى، وأخذ الملالية يأمرون الناس بالخروج من فارس، و أن هذا من الشرع (( اطلعوا من العينات و ما يستوي تقعدون اهنا الله ما يرضى)) هذا هو حرف كلام الملا حسين رحمه الله، و بعض الملالية اخذوا يغلقون لزرايب و كلفوا أحد العجم يدعى ( عباد الله عيمي) يسكن الفريج الشرقي بأن يرد بعض الفلوس للعيم اللي كانوا يطالبون العرب ذاك الوقت، و كثر الهرج و المرج و محد عرف كيف يصرف، العرب دفين فيما بينهم، الملالية يقولون شي و التجار شي و الشيوخ شي، و الذين بقوا في عينات كانوا يقولون طالما كنكون بعدها صامدة محد يتحرك من عينات

المهم طلعوا الملالية و رجعوا دارين و منهم الملا حسين، و منهم رجع الكويت من عيال محمد الهولي و عيال رجب مسباح و و عيال بو سبت ومنهم ذهب الى البحرين مثل عيال بو هندي و غيرهم كثير

قام رجال عينات من الفريج الغربي وذهبو الى بيت عبد الله سالم في الفريج الشرقي و معهم الاسلحة سرا، ، و انضم اليهم فيما بعد ( اليتوت سكان الجبل) و كانوا اقوياء اصحاب بأس مزودين بالاسلحة، و هجموا فجأة على مركز الجمارك و قتلوا كل العجم الذين كانوا فيه، و هذا لانهم لن يستطيعوا تحريك السفن المحملة بالنساء الا بعد استتباب الامن، وقام رجل يدعى علي لم اعرف من أي عائلة، و قتل الظابط الكبير و من معه و لاذ بالفرار في المحامل.

و مثل ما قال الشيبان(( أخس صبح، صبح ليلة الشردة))، اصبحت عينات مهجورة بعد إذ كانت عامرة، و اختفى نصف اهالي القرية في ليلة و احدة، رحم الله الملالية و التجار والشيوخ رحمة واسعة


بعض الابيات اللتي يترنم بها شيبان النصور:

للنصور دار مضت ************* و لهف برها الايراني

يا ناس دار قضت ************* في قدر ربنا الرحمن

لسان القصيد لا رمس ******** فينا بالشعر يزداني

للناس قلوب هفت *********** لجبارة معاون العاني

يا عمي الدنيا طغت********* شرى البحر محير الشان

يا عمي اقولك سلوتن ******* للقلب تروم الانس و الجان

جبارة الجبور ما نزل ******** عن صهوة العز ما يداني

كلام ربي بقول جزل ****** معناه تفهمه العربان

ذيش الايام انتهت ************ وكل من عليها فاني


رحمه الله الشيخ جبارة واسكنه فسيح جناته و صدق من قال في حق الشيخ مذكور :

أبي أنشد يالخلايق عن دار النصور

دار تربى في عزها العرب بالحبور

واندثر الفرس بالعوايق يوم رد مذكور

و انكفا العز بعده خاطره مكسور

دار السلامة و الطيب عندهم مشهور

نقايا السراير و خلهم وسطهم مسرور


بقلم الأخ ( الاماراتي )