فوائد متفرقة في حكم التحدث أثناء الطعام:

أولا : سئل الشيخ الألباني عن الكلام على الطعام فقال: الكلام على الطعام كالكلام خارج الطعام
خيره خير وشره شر. انتهى.

قلتُ :وهناك حديث ضعيف معناه : " تكلموا على الطعام ولو بأثمان أسلحتكم " !!

قال الدكتور مسدد الشامي: سمعت شيخنا العلامة الألباني رحمه الله يقول عن حديث :
تكلموا على الطعام ولو بثمن أسلحتكم
هذا حديث أردني، أي لم يسمع به إلا في الأردن

ثانيا :

نص النووي - رحمه الله - على استحباب الكلام على الطعام واستدل بكلامه - صلى الله عليه وسلم - على الطعام كما في حديث جابر - رضي الله عنه - : " نعم الأدم الخل ... " .
وذكر أبو حامد الغزالي - رحمه الله - أن السكوت على الطعام من فعل الأعاجم .
ولازال الفقهاء - رحمهم الله - يذكرون من آداب الطعام الكلام عليه ومؤانسة الضيف بطيب الحديث وكراهة سيئه .
تتمة : ذكر بعض مشايخنا - حفظهم الله - أن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - كان يكره ذكر السؤال عن مسائل العلم على الطعام ويقول : ليس هذا وقته !
ووما يتفرع عن هذه المسألة ظن بعض العامة أن السلام على الآكل ممنوع ويقولون : ما على الطعام سلام .
وإنما نص العلماء على كراهة المصافحة دون السلام كما هو مقر ر في كتب الآداب . والله أعلم .

ثالثا : نص ابن القيم رحمه الله على استحبابه مخالفة لليهود فأنهم يتعمدون السكوت

رابعا :

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يوما وهو يأكل ، فقال _ مازحا _ ما معناه :
الواحد منكم يسأل سؤالا في دقيقة وجوابه يحتاج إلى ربع ساعة ، ثم يستمر السائل في الأكل ويدع الشيخ يجيب وما عليه لو أن الشيخ ظل يجيب عن الأسئلة إلى أن ينفد الطعام .

خامسا :

‏مما يستدل به على مشروعية الكلام بخيرٍ على الطعام ما رواه الإمام البخاري في صحيحه قال :
حدثني ‏ ‏إسحاق بن نصر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن عبيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو حيان ‏ ‏عن ‏ ‏أبي زرعة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال :
" ‏كنا مع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في دعوة فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه ‏‏ فنهس ‏‏ منها ‏ ‏نهسة ،‏ ‏وقال ‏: ‏أنا سيد القوم يوم القيامة هل تدرون بم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس ....." الحديث ..
وهو مخرج أيضاً في صحيح مسلم والترمذي وابن ماجه وغيرهم ...

سادسا :

كل هذا اذا لم يكن ثمة ضرر على الآكل، وإلا حرم عليه الكلام لأنه لا ضرر ولا ضرار
واذا تكلم واللقمة في فيه فربما تضرر، بل حصل وقد تضرر أناس بذلك، فينبغي التأمل في هذا الموضع، ونفس الفعل لايدل على الاستحباب بل يدل عى الجواز، هذا عند الجمهور
والله اعلم بالصواب
وان كان كثير من العلماء نص على الاستحباب، فقصدهم والله اعلم أن المتكلم يتكلم على مائدة الطعاملا ويتكلم واللقمة في فيه

سابعا :

ومن طريف ما يذكر أن بعض أهل العلم سئل على سماطه عن قصة يوسف فقال : ذاك ولد ضيعه أبوه ثم وجده ...وأتم طعامه .

ثامنا :

قال ابن أبي شيبة ( عضو بمنتدى ملتقى أهل الحديث)

لقد تغديت مرة عند الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ وكان يتكلم على الإكل مع الموجودين ويسأل عن أحوال المسلمين، فتذكرت في تلك اللحظة حديث يستشهد به بعض الناس ، بما معناه تكلموا على طعامكم ولا تشبهوا باليهود / فسألته رحمه الله عن صحة هذا الحديث فقال لي : ليس بصحيح ، ولكن كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم وهو يأكل واستدل بحديث عندما كان صلى الله عليه وسلم ينهس اللحم .

قلت : وأخبرني أحدهم أنه أكل على مائدة الشيخ ابن باز - رحمه الله - ، فسمعه يحمد الله عقب كل لقمة .
رحمة الله على شيخنا .

المرجع موقع: منهج

الرابط/ http://www.manhag.net/mam/component/...view/id,58912/